محمد إبراهيم فايع حسبنا الله ونعم الوكيل على خوارج هذا الزمان، فهم – والله- لأشد كفرا ونفاقا وعدوانا من خوارج زمن السلف، وإن التقوا في نفس الغاية والهدف، ولكن مهما يكن من عدوانهم، وتفجيراتهم، وغدرهم وأعمالهم الخسيسة التي استهدفت الآمنين في مساجد الله، التي يجب أن تكون آمنة، ومن يدخلها يشعر فيها بالاطمئنان، لأنها بيوت الله ومن هم فيها هم ضيوف على الله، تراهم ركعّا سجّدا، يطلبون مغفرته، ويرجون رحمته، فلن ينالوا من عزمنا وعزيمتنا في مواجهة غدرهم، وخستهم، وإفشال مخططاتهم، ووأد أهدافهم ومشاريعهم. فحادث الإرهاب الذي طال مسجد طوارئ عسير ظهر يوم الخميس الماضي عمل جبان ومدان، كانت خسته في أنه طال مصلين في بيت من بيوت الله، ودعونا نتساءل، ونقول فبالله أي قلب، وأي إيمان، وأي دين، يسكن في قلوب هؤلاء الجبناء المجرمين، الذين استحلوا أماكن العبادة، وارهبوا ضيوف الله الركع السجود، ثم فجروا أنفسهم في المصلين، فازهقوا أرواحا بريئة تقف بين يدي خالقها؟ وأين المفر لهم؟ بعد جريمتهم تلك؟ ألم يتلوا في كتاب الله ولو مرة واحدة، إن كانوا مؤمنين بالله كما يزعمون، قوله تعالى (وَمَنْ يَقْتُل مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)، وماذا فهموا من هذه الآية؟ أو ما هو مقدار فهمهم لها؟ وكم من الوعيد في هذه الآية لمن قتل نفسا بغير حق عامدا متعمدا وأين؟ في المساجد! حسبنا الله ونعم الوكيل، على من (خان دينه، ووطنه، وقيادته، ومجتمعه) وارتضى أن يكون مطية للفاجرين، الفاسدين، الإرهابيين وأداة لأعداء الدين والوطن، ليوجهوا طعنات الغدر في خاصرة الوطن، ويفجروا أنفسهم بين أهليهم (وخسئوا ورب البيت) فلم يخدموا سوى أعداء الوطن، ولم يضروا سوى أنفسهم، ولم يزدنا ذلك العمل الجبان؛ إلا إصرارا على فضحهم ومواجهتهم، فهم بلا قضية يحملونها سوى، قضية الإرهاب والعدوان والخيانة والخسة لوطنهم، ومن قبل لدينهم، ومهما جرى، وقبل وبعد ما جرى، وفوق ما جرى، نقول بصوت عال يسمعوه ومن خلفهم، أننا سنبقى في صفوف متحدة، وخلف قادتنا، متحدين متضامنين، متكاتفين، متلاحمين ولن ترهبنا تفجيراتهم وسنظل أقوياء بالله، ثم بفضل قناعتنا وإيماننا، بأننا على الحق، وهم على الباطل، وستبقى قناعتنا قوية لا تتزعزع، في إرادة وبسالة جنودنا، وقدرته بعون الله على قطع دابر كل من يستهدف الوطن.