أكد الدكتور قيس المبارك عضو هيئة كبار العلماء أن من أعظم الذنوب في شريعة الاسلام بعد الشرك بالله هو قتل النفس، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً»، واصفا التفجير أثناء قيام مجموعة من منسوبي قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير بأداء صلاة الظهر جماعة في مسجد مقر القوات بالعمل الجبان ولا يفعله إلا الاعداء الجبناء بل هو حرابة، فهو اعتداء على من يحمون البلاد ويؤمِّنون الناس في مدنهم وقراهم، فهو اعتداء على الناس جميعاً، ففي الحديث: "لكل غادر لواءٌ يوم القيامة" قال العلماء: ذلك أنه لما كان الغدر مستتراً ناسب أن يفضح الغادر تشهيراً بقبح جريمته، أسأل الله أن يعجِّل بزوال هؤلاء القتلة ويحفظ بلادنا من شرورهم. وأكد الدكتور الشيخ عبداللطيف باشميل الباحث الشرعي في شؤون الفرق والجماعات المعاصرة أن هذه الاعمال الاجرامية التي تسفك فيها دماء المسلمين الابرياء من جنس أعمال الخوارج المارقين، الذين يستبيحون الدماء فيسفكونها اعتقاداً منهم أن في ذلك تقرباً إلى الله جل وعلا بهذا المنكر العظيم، وقد عانى أهل السنة من الخوارج وعقائدهم منذ ظهورهم في القرن الهجري الاول، وما زالت أعمالهم تتوالى قرناً بعد قرن، وهذه الفرق والجماعات المعاصرة التي تغلو في التكفير وتتنقل بذلك إلى التفجير وسفك الدماء هي امتداد لفرق الخوارج القديمة، وتحمل أفكارها واعتقاداتها الباطلة، وكتب التاريخ مليئة بأخبار الخوارج وجرائمهم الدموية في حق المسلمين، وما نراه اليوم من حادث شنيع غادر برجال أمننا في مسجد وأثناء أداء الصلاة هو من ذلك، مبيناً أن اختلاف الوسائل والتطور اساليبهم في قتل الابرياء وسفك دماؤهم في بيت من بيوت الله، وهم يرابطون لحماية بلادنا وأعراضنا لا شك في أنه اعتنق فكراً ليس من الاسلام في شيء. ومن جانب آخر، أكد الدكتور خالد الدريس مستشار الشؤون الفكرية لوزارة التعليم أن الفاجعة التي قام بها الارهابي ضد رجال الوطن حادث إجرامي لا يخدم إلا أعداء الإسلام ومن يريدون النيل منه وتشويهه بأعمالهم الشنيعة وجرائمهم النكراء، موضحاً أن هذا العمل ليس من الإسلام في شيء، وإنما هو ظلم وبغي وعدوان وإجرام تأباه الشريعة الاسلامية المطهرة وتنكره الفطرة السوية وترده العقول السليمة. وقال الدكتور الدريس إن هذا التفجير الآثم قاتل للأنفس المعصومة سواء استهدف رجال أمننا أو أفراد المجتمع، وانتهاك للنفس الانسانية التي يحرم إزهاقها ظلما وعدوانا وكان جامعا بين قتلهم وبين انتهاك حرمات الله في وقوعه في مسجد وبيت من بيوت الله مما يغلظ الإثم ويعظم الجريمة. داعياً الله أن يتقبل الشهداء في واسع رحمته، وأن يعجل بنصره لجنودنا البواسل في جميع أنحاء الوطن، وناصحا جميع المواطنين والمقيمين على هذه الارض الطيبة بالتعاون في سرعة البلاغ عن أي شخص يحمل مثل هذه التوجهات. وبين الدكتور خالد بن عبدالرحمن الشايع الامين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله علية وسلم أن هذه الجريمة النكراء والغادرة يستنكرها أي مسلم، ونصوص القرآن والسنة حاكمة تجرم من يخطط لها ولأمثالها أو يفرح بها أو ينفذها وهو ما يضاف إلى السجل الأسود للخوارج ومن يتبعهم، أو يغرر بهم. موضحاً أنه من الواجب علينا كمواطنين لهذه البلدة الطيبة أن يكون لنا مزيد من اليقظة والمساندة لرجال أمننا في مواقعهم كافة، والحقيقة أن الخوارج يستهدفون كل فرد وكل بقعة في مملكتنا لكنهم يجدون في رجال الامن سداً مانعاً لهم لتنفيذ مخططاتهم، فيريدون إزاحة هذه القوات بزعمهم واستهدافها حتى يتمكنوا من النفوذ نحو أفراد المجتمع كافة، لكنهم واهمون خائبون مدحورون بعون الله وقوته، واصفاً جرائمهم أنها دليل على هوانهم وضعفهم وضلال فكرهم الجبان، وهم يستهدفون المساجد والمصلين فعاقبتهم الخزي والخسران وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.