"القاعدة وداعش تجاوزتا الغلو، ووصلتا إلى مرحلة التوحش والتعطش للدماء"، هكذا فسر رئيس حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية عبدالمنعم المشوح، بلوغ الحال بعناصر التنظيمين إلى استهداف الآمنين في المساجد ودور العبادة. المشوح، أكد في سياق تصريحاته إلى "الوطن" أن جزءا من المنضمين أخيرا لتنظيم داعش الإرهابي، غير ملتزم دينيا، مبينا أن العلاج الذي يجب أن يتبع معهم هو العلاج النفسي لا الفكري كما كان معمولا به، داعيا في الوقت عينه إلى إعادة النظر في برامج وطرق مراجعة أحوال معتنقي الفكر المتطرف. واعتبر رئيس حملة السكينة (المتخصصة بتقصي منابع فكر الإرهاب في المواقع الإلكترونية)، أن انتهاك حرمة المساجد واستهداف المصلين يعد من أبشع أنواع الجرائم التي لا تمت إلى الإسلام بصلة، مشدداً على أن معتنقي الفكر الداعشي بلغوا أعلى مراحل الغلو والتطرف، ولا يمتلكون مستندا فكريا يستندون عليه، إنما هم يريدون القتل لمجرد القتل، وفي ذلك دلالات على وجود مشاكل نفسية وهواجس انتقامية ليس لها علاقة بالدين والمعتقدات. ووصف المشوح الجماعات الإرهابية بالعصابات الإجرامية التي ليس لها علاقة بدين، وأن المستندات التي لديهم مستندات خارجة عن الإسلام، وفهمهم للشريعة خاطئ وينم عن جهل وقلة فهم، حيث لم يعودوا يتورعون عن انتهاك الحرمات سواء حرمات المساجد أو شهر رمضان أو الأشهر الحرم، وباتوا يرتكبون جرائمهم بوحشية كبيرة. وأضاف "من خلال متابعة المركز لمعتنقي الفكر المتطرف خلال السنوات العشر الماضية وجدنا تغييرا لافتا طرأ على أفكارهم ومسببات انضمامهم للجماعات الإرهابية المتطرفة، فلم تعد مشكلتهم فكرية ولم يعد لديهم أي مستند شرعي يجادلون به، بل إن بعض من التحق بمنظمات إرهابية أخيراً غير ملتزم دينياً ومن أصحاب المعاصي، وذلك يدل على أنهم يرتكبون جرائمهم بهدف الانتقام فقط، وليس انتصاراً لدين أو مذهب، ولم نعد نجد سبيلا في الوصول إلى نتيجة معهم من خلال الحوارات الفكرية. وطالب رئيس حملة السكينة بضرورة إنشاء مراكز تراعي الجوانب النفسية والاجتماعية وتركز على بعض الأبناء ممن يتوقع تأثرهم بالجماعات الإرهابية وإعادة النظر في برامج وطرق مراجعة معتنقي التطرف وتوحيد الجهود تحت مظلة واحدة وإعادة صياغة أساليب التحاور والمناصحة والتركيز على الحوار (المدني النفسي) إضافة إلى الجانب الفكري، مشيداً بالجهود التي تبذل حالياً، وأهمية دعمها بالتنسيق والتكامل بين جميع الجهات. واستبعد المشوح تأثير مثل هذه الجرائم الإرهابية على رجال الأمن، مؤكداً على قوة وعزيمة حماة الوطن، ولن تزيدهم هذه الجرائم إلا عزيمة وثباتاً وحرصاً على الارتقاء بجودة أداء عملهم.