كشف القيادي المنشق عن الانقلابيين الحوثيين، عبدالناصر العوذلي، وجود احتجاجات وخلافات كبيرة داخل اللجنة الثورية، مشيرا إلى أن عضو اللجنة الثورية العليا، ممثل حزب البعث العربي الاشتراكي، نايف القارص، استقال من عضوية اللجنة، بعد أن تجاهل أعضاؤها الطرح الذي تقدم به بخصوص بعض التصورات والرؤى المتعلقة بالمنتسبين من الأحزاب للجنة الثورية، الذين تمت إحالتهم إلى المجلس الوطني، حيث إنهم في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014 بعد الإعلان الدستوري تحديدا، لم يتم البت في المجلس الوطني ولم تفعل المؤسسات، وكان لا بد من احتوائهم في وظائف حكومية مدرجة ضمن نظام الخدمة المدنية، وتم تقديم كشوفات بذلك، ولكن قام الحوثيون باتخاذ قرارات انتقائية، استوعبوا فيها بعض هؤلاء وعطلوا معاملات الآخرين، ما دعا القانص إلى الاحتجاج وإعلان انشقاقه، وعودته إلى صفوف حملة 11 فبراير 2011. وتفاديا لحدوث مزيد من الانشقاقات خضعت اللجنة الثورية للاحتجاجات، حيث تمت الموافقة على المطالب واعتمادها، وقام رئيس اللجنة، محمد علي الحوثي، بتوقيع أوراقهم. إلا أنه أوصى باعتماد درجات وظائف حكومية بمنصب نائب وزير، بحراسات وأسلحة لشخصيات تابعة لجماعة الحوثيين فقط، حيث تم استيعابهم في الوظائف الحكومية، وخصوصا الوظائف المتعلقة بالإيرادات المالية، مثل الضرائب، والجمارك، وشركة النفط، والمؤسسة الاقتصادية، وذلك من أجل إحكام السيطرة على كل موارد المال في الجمهورية. وزعم الحوثي أن هناك من المنتسبين للأحزاب الموالية لحركته تم اعتماد وظائف جديدة لهم وسيتم الإعلان عنها قريبا. وقال العوذلي إن هذه التعيينات الخاصة بالحوثيين لا تعتمد على المؤهلات العلمية إطلاقا، بل الاعتماد على الانتساب للثورة، واتخاذ ما يسمى ب"الاستحقاق الثوري" ذريعة للتوظيف بدون النظر إلى مؤهل أو خبرة ، خاصة للوظائف العليا. مشيرا إلى أن هذا هو السبب في وقوع خلافات بسبب سياسة الإقصاء وتهميش الأحزاب الأخرى، وهو ما أحدث تذمرا كبيرا داخل اللجنة الثورية، حيث ألمحت الأغلبية إلى احتمال الانشقاق. ومضى العوذلي بالقول "هناك موجة غضب كبيرة، بسبب عدم تفعيل بند السلم والشراكة، والعهد بين الأحزاب، إضافة إلى أشياء كثيرة تم تجاوزها، وبعض أعضاء اللجنة الثورية ينفردون باتخاذ القرارات، ما تسبب في حدوث استياء بين ممثلي الأحزاب، لذلك أتوقع خلال فترة قصيرة تفكك اللجنة الثورية، وأنا على علم بأن رئيس اللجنة التحضيرية، محمد مفتاح متذمر من رفع أسعار المشتقات النفطية، حيث اتخذ هذا القرار الهام بصورة فردية وارتجالية، وليس بإجماع أعضاء اللجنة الثورية ولم تتم العودة إلى كافة الأعضاء، ما جعل الأمور تزداد تعقيدا". ورد العوذلي على من يزعمون عدم تدخل طهران في شؤون اليمن بأن التدخل موجود وقائم، وأن هناك تواصلا مستمرا بين الحوثيين والإيرانيين، وهناك دعم لوجستي، وعناصر إيرانية، مشيرا إلى وجود أسرى إيرانيين لدى قوات المقاومة الشعبية. وتابع "الأسرى التابعون للحرس الثوري الإيراني موجودون بطرف المقاومة، وهم عناصر تلقوا تدريبا على أعلى المستويات، وهؤلاء الخبراء متخصصون في الاغتيالات، وصنع المتفجرات، والتدخل الإيراني لا يمكن إنكاره، وطهران تحاول من خلال الحوثيين فرض أجندة على اليمن، وجعله أحد مناطق نفوذها". واختتم العوذلي تصريحاته بالقول إن الهزائم الأخيرة أصابت زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، بنوبة شديدة من الغضب، حيث ألقى باللوم على القيادات الميدانية، بسبب فشلها في الحرب والانسحابات المتكررة لهم، وأكد أن هزيمة قواته في العند سببت للمتمردين أزمة نفسية كبيرة، حيث يعتبر تحريرها مفتاحا لتحرير كافة أنحاء اليمن.