شيع الآلاف من قرية كرمكول في شمال السودان أول من أمس، جثمان آخر أبطال رواية الأديب العالمي الطيب صالح (عرس الزين) إلى مثواه الأخير، عن عمر يناهز ال100 عام. وخرج سكان القرية الواقعة عند انحناءة النيل في أقصى شمال السودان لتشييع سيف الدين عبدالله هبشي. ويعد سيف الدين من أهم الشخصيات التي استند عليها صالح في الرواية، بتفاصيل حقيقية، ممزوجة ببعض الخيال الذي تميز به الكاتب الكبير في كل روايته. وقالت مصادر إعلامية إن سيف الدين الذي كان قد غادر قريته قبل سنوات طويلة، واستقر به المقام في مدينة بورتسودان، الواقعة على ساحل البحر الأحمر، أقر في مرات كثيرة بصحة كثير من التفاصيل التي أوردها صالح في روايته، وأن الجزء الذي أضافه الكاتب هو "خيال قريب من الواقع"، حسب وصفه، وقد استشاره صالح وأخذ موافقته قبل نشر الرواية، وهذا هو السبب الذي جعله يكن له كثيرا من الود والاحترام على المستوى الشخصي. وتابع سيف الدين في حوار صحفي نشرته معه إحدى الصحف السودانية بالقول إنه شعر بالحزن الشديد عند سماعه نبأ وفاة الطيب صالح، وأصر على تقديم العزاء لأسرته بنفسه، رغم تقدمه الشديد في العمر. كما كان على تواصل مستمر مع بقية أبطال الرواية، وآخرهم "أحمد أبو البنات، الذي توفي قبل عدة سنوات". وقرر سيف الدين العودة إلى قريته قبل عدة سنوات، رافضا أن يدفن خارجها، وأوصى بدفنه إلى جانب بعض شخصيات الرواية التي كان أحد أبطالها.وتمتاز روايات الطيب صالح بأبطالها الحقيقيين، ووقوع بعض الأحداث التي سردها في رواياته التي لقيت إقبالا عالميا، وفي مقدمتها روايته الأشهر "موسم الهجرة إلى الشمال" التي ترجمت إلى أكثر من 73 لغة عالمية ولهجة محلية، حسبما أكدته الدار السودانية للكتب، ودرست في كليات الآداب ببعض الجامعات.