استمرارا للنزاع بين ميليشيات التمرد الحوثية وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الذي بدأ يظهر بصورة واضحة خلال الفترة الماضية، أقدم قيادي في جماعة المتمردة أمس بصحبة رتل عسكري يضم ثماني سيارات محملة بعناصر الميليشيات على اقتحام إدارة مصلحة جوازات إب. وكشفت مصادر ميدانية أن القيادي في قوى التمرد أنور المتوكل اقتحم إدارة الجوازات وأرغم مديرها العقيد صادق كامل المقرب من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على مغادرة المبنى ووضع أحد القيادات الحوثية مكانه. وأشارت المصادر إلى أن الكامل يعد من الضباط المحسوبين على المخلوع، كما أنه أحد الشخصيات التي سهلت اجتياح ميليشيات الحوثي لمحافظة إب العام الماضي بقوة السلاح، وساند ميليشيات الحوثي خلال الفترة الماضية وما زال يقدم لهم كل التسهيلات. وكانت وسائل إعلامية قد تحدثت خلال الفترة الماضية عن استشراء الخلاف بين طرفي التمرد والانقلاب ميليشيات الحوثي وفلول الرئيس المخلوع، حيث يحاول كل طرف الاستئثار بأكبر قدر من "الغنيمة"، ووضع أتباعه في مواقع قيادية. ولم تقف الخلافات عند هذا الحد بل انتقلت إلى ميادين القتال، حيث اندلعت مواجهات متعددة خلال الفترة الماضية، إثر رفض عناصر الحرس الجمهوري الموالي لنجل المخلوع تنفيذ توجيهات عسكرية أصدرتها لهم قيادة التمرد الحوثي، ورفضوا الانتقال إلى مناطق أخرى داخل اليمن للمشاركة في القتال. كما اندلع خلاف في السابق قبيل عقد اجتماع جنيف بين الجانبين حول أحقية كل طرف بتمثيل الجزء الأكبر في الوفد الذي يمثل الانقلابيين، فبينما أصر المخلوع على أنه صاحب التمثيل السياسي والطرف الذي يجيد التحاور السياسي، تمسك الحوثي بأنه صاحب القوة الحقيقية على الأرض، والواجهة التي تمثل "السلطات الجديدة"، حسب تعبيره، وهو ما أدى إلى تأجيل انطلاق المشاورات في جنيف لأيام عدة، ثم إلى فشلها.