يعد مركز حراسة المرمى أحد أهم مراكز فريق كرة القدم، ومنذ اعتزال الدولي السابق محمد الدعيع والكرة السعودية تعاني عدم وجود حارس مرمى يعيد إلى الأذهان ذكريات العمالقة الذين حموا العرين الأخضر، وهو الأمر الذي دعا المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم في النادي الأهلي، السويسري كريستيان جروس، للمطالبة بضرورة السماح للأندية بالتعاقد مع محترفين أجانب في هذا المركز، للرفع من مستوى حراس المرمى المحليين، فيما اعترض عدد من المحللين الفنيين والمدربين المتخصصين في حراسة المرمى على فتح المجال على مصراعيه، خشية بقاء الحارس السعودي أسير الدكة، مطالبين باستمرار المنع أو على أقل تقدير تقنين التعاقد مع حارس مرمى أجنبي لفترة محددة ثم تقييم التجربة لمعرفة مدى الجدوى منها. مشددين على أن الأندية لا تملك الجرأة الكافية للدفع بحراس المرمى الصغار السن لاكتساب الاحتكاك والخبرات، وتصر على بقاء الكبار منهم بين الخشبات الثلاث، ما عرقل تطور حراس المرمى الشبان، إضافة إلى تخوف لاعبي هذا المركز من تحمل مسؤولية الأخطاء أمام الجماهير والإعلام، وتفضيل عدد من المواهب اللعب في مراكز المجد والشهرة كالوسط والهجوم. ويؤكد مدرب حراس المنتخب السعودي للبراعم تركي السلطان أن وجود حراس مرمى أجانب في المملكة سيعود بالنفع على الأندية فقط لا المنتخبات، وسينحصر مردوده الإيجابي على رؤساء الأندية والمدربين الذين يأتون إلى الأندية لبضع سنوات من أجل تحقيق بطولات تسجل في تاريخهم ثم يرحلون. وقال "في معظم دول العالم يكون الحارس مواطنا ماعدا البلاد التي أصبحت فيها الأندية شركات، أما في المملكة فلم يتم تطبيق نظام الاحتراف بشكله الصحيح، ولم يطبق التخصيص حتى الآن، ولو طُبق فإنه بالإمكان استقطاب الحارس الأجنبي لأن الأمر سيكون إجباريا، لكن في الوقت الحالي الأندية لديها مشاكل أكبر من حارس المرمى، إذ إن مصروفاتها تفوق إيراداتها، وأندية كالرائد والتعاون ونجران لا تملك ملاعب". وأوضح السلطان أنه بالإمكان فتح المجال للتعاقد مع حارس أجنبي شريطة أن يكون لفترة معينة تراوح بين عام وعامين أو ثلاثة فقط، ثم يتم تقييم المرحلة من ناحية الفائدة أو عدم الجدوى". وأبان أن الأندية الأوروبية تتميز بوجود حراس جيدين نظرا لصناعتهم في الفئات السنية، بينما في المملكة لا يتم الاهتمام بحراس المرمى على صعيد البراعم والناشئين، وصولا إلى الفريق الأول لأن رؤساء الأندية والمدربين يسعون إلى الحصول على حراس جاهزين خلال فترة رئاستهم أو تعاقدهم مع الأندية لتحقيق إنجازات سريعة.وبين أن حارس المرمى يحتاج إلى عناية فائقة وعمل كبير منذ الصغر تحت إشراف مدرب جيد، وأن يعمل هو على تطوير مستواه الفني فالمسألة لا تتوقف عند موهبته بل إنها صناعة وعمل تراكمي على مدى سنوات. من جانبه، يرى مدرب الفئات السنية في النادي الأهلي، المصري جمال صدقي، أن حارس المرمى السعودي يخشى تحمل المسؤولية والضغوطات الجماهيرية التي تضعه في وضع المساءلة الشديدة، كما حصل للحارس عبدالله المعيوف الذي حملته الجماهير مسؤولية ضياع البطولات من فريقه، مؤكدا أن الأندية السعودية لا تملك الجرأة للدفع بحارس المرمى منذ سن ال16 مثلا، كما بدأ الحارس العملاق محمد الدعيع، فتنتظر إلى أن يبلغ ال25 أو ال26، رغم أنها لو زجت بالحارس مبكرا سيكتسب الخبرة سريعا ويستفاد من قدراته بشكل أكبر.وركز صدقي على أن اللاعب في المملكة والدول العربية عموما يفضل اللعب في مركزي الهجوم أو الوسط، باحثا عن الشهرة والأمجاد خلال تسجيل الأهداف، كما أنه لا يحظى بالبنية الجسمانية القوية على غرار اللاعب الأوروبي أو الأفريقي. وقال "الأندية لا تهتم كثيرا بحراس المرمى في الفئات السنية لهذا هي تعاني عدم وجود حراس مرمى ممتازين، إضافة إلى ندرة المواهب، كما أن الأندية لا تحرص على صناعة الحارس في البراعم أو الناشئين".