واصل مقاتلو المقاومة الشعبية في اليمن تقدمهم صوب قاعدة العند العسكرية في محافظة لحج التي باتت الهدف التالي للثوار عقب إكمالهم السيطرة على مدينة عدن، حيث دخلوا أمس في اشتباكات عنيفة مع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بالقرب من القاعدة. وأشارت مصادر وسط الثوار إلى أن المواجهات تركزت قرب المواقع المطلة على القاعدة وسيطرت على جبال منيف. وقالت مصادر طبية من مستشفى ردفان إن المعارك أدت إلى مصرع 22 حوثيا وإصابة عشرات آخرين بجروح متفاوتة، في حين استشهد ثلاثة من رجال المقاومة وأصيب 15 آخرون.كما تمكن الجيش الموالي للشرعية ومقاتلو المقاومة الشعبية من تدمير دفاعات ميليشيات الحوثي وصالح في محيط قاعدة العند، وباتوا على مشارفها إثر هجوم شنّ من محاور عدة، ودارت معارك طاحنة حول القاعدة. كما سيطرت المقاومة على جبل الكسارة وعدد من المواقع المطلة على مثلث العند، ما يعني حصار القاعدة وعزلها عن خطوط الإمداد كافة. غارات نوعية في غضون ذلك، كثفت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة غاراتها على محيط القاعدة، وقصفت تجمعات المتمردين، ما أدى إلى مقتل نحو 29 منهم، بينهم القيادي الحوثي محمد المداني. وكانت مصادر صحفية أكدت أن القيادي الحوثي أبو علي عوام لقي مصرعه أول من أمس بمفرق العند بمحافظة لحج، مشيرة إلى أنه يعتبر من أهم قيادات الجماعة في محافظة الجوف. كما شنت المقاتلات عدة غارات على مباني المجمع الحكومي التي تسيطر عليها ميليشيات المتمردين بمدينة البيضاء، جنوبي اليمن. وأكدت مصادر ميدانية مصرع وإصابة عشرات المتمردين. كما استهدفت المقاتلات مركبات عسكرية تابعة للانقلابيين في منطقة كرش التابعة لمحافظة لحج جنوبي البلاد، وذلك أثناء سيرها على أحد الطرق الترابية المؤدية إلى قاعدة العند العسكرية. إضافة إلى ثلاث غارات شنتها طائرات التحالف على مواقع للحوثيين وقوات صالح في جبهة الجفينة بمأرب، وسط البلاد. أما في تعز، فسيطر الثوار على مواقع قرب طريق استراتيجي باتجاه المدينة التي شهدت مواجهات عنيفة قتل فيها عشرات من الحوثيين والمقاومة. وأكد المركز الإعلامي للمقاومة أن الثوار سيطروا بمساعدة وحدات من الجيش على مواقع قرب الطريق بين ميناء المَخا ومدينة تعز، بعد اشتباكات مع ميليشيات الانقلابيين. قطع إمدادات الإرهابيين قال رئيس مجلس تنسيق المقاومة الشعبية في تعز حمود سعيد المخلافي، في تصريحات صحفية، إن سقوط تلك المواقع بيد القوات الموالية للشرعية يقطع شريانا مهما لإمدادات الإرهابيين بين ميناء المخا وتعز من جهة، وبين تعز ومحافظة الحديدة غربا من جهة أخرى.وأضاف أن المقاومة باتت بعد سيطرتها على تلك المواقع على مسافة ثلاثة كيلومترات من اللواء 35 الذي يشارك في الحملة العسكرية على مدينة تعز. ويطوق الحوثيون وقوات صالح المدينة من الجهات الأربع. وأضاف أن قوات الجيش الوطني والمقاومة تمكنت كذلك من إحراز تقدم في بعض جبهات المدينة، بما فيها جبهة النقطة الرابعة، قرب إدارة أمن المحافظة. وشهدت تعز مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل 44 من قوات التمرد، واستشهاد ثمانية من الثوار، حسب مصادر طبية وأمنية. وفي محافظة شبوة، أكدت مصادر أمنية سيطرة المقاومة الشعبية على منطقتي خشم رميد ومثلث العبر، بعد مواجهات مع ميليشيات التمرد التي تكبدت كذلك 16 قتيلا في عملية منفصلة بمديرية رداع في محافظة البيضاء وسط البلاد. وقال مصدر محلي إن قوات المقاومة سيطرت على الطريق المؤدي لمنفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والسعودية جنوب شرق اليمن. وأضاف المصدر أن هذه القوات بسطت نفوذها على خمسة مواقع إضافية على تخوم عتق المركز الإداري لمحافظة شبوة النفطية، ووصلت إلى منطقة المعشار التي تبعد عن عاصمة محافظة شبوة حوالي 70 كيلومترا. وأشار المصدر إلى أن قوات الجيش الموالية للرئيس هادي في طريقها لتحرير موقع العقلة النفطي، شرقي المحافظة، من قبضة مسلحي الحوثي. عمليات المقاومة أما في إقليم آزال الذي يضم العاصمة صنعاء، فواصلت المقاومة الشعبية أمس تنفيذ عملياتها، حيث استهدفت تجمعات ميليشيا الحوثي وصالح في محافظة ذمار، مخلفة عددا من القتلى والجرحى في آخر هذه العمليات. وقالت مصادر ميدانية إن مقاتلي المقاومة الشعبية هاجموا أمس طقما عسكريا لميليشيات الحوثي وصالح وسط مدينة معبر بمحافظة ذمار، ونجم عن العملية سقوط من كان على متن الطقم بين قتيل وجريح. وبحسب المكتب الإعلامي لمقاومة آزال فإن المنفذين لهذه العملية استخدموا القنابل اليدوية في هذا الهجوم، بإلقائها على الطقم العسكري التابع للميليشيا أثناء مروره وسط المدينة. وكثفت عناصر المقاومة تنفيذ هجماتها المستهدفة تجمعات الميليشيا الحوثية ومقراتهم ونقاطهم الأمنية، وصعدت من حدة عملياتها المنفذة في محافظة ذمار خلال الفترة الماضية، لتكبد الميليشيا بذلك خسائر بشرية كبيرة، إضافة إلى تدميرها عددا من آليات المتمردين الحربية، ما أرغم أعدادا كبيرة من مسلحي تلك الميليشيا على الفرار. .. أهالي عدن ينعمون بالاستقرار.. والثوار يواصلون تمشيطها أكدت السلطات المحلية في عدن أن الأوضاع في المحافظة عادت تدريجيا للاستقرار، وبات بإمكان سكانها الذين نزحوا منها خلال الفترة الماضية العودة إلى ديارهم، بعد أن استكملت القوات الموالية للشرعية سيطرتها على مجمل المدينة. وناشدت المجتمع الدولي والدول العربية التحرك السريع لإعادة بناء ما دمرته الحرب، خاصة في مجال البنى التحتية وشبكات المياه والكهرباء.وقال المتحدث باسم مجلس المقاومة في عدن علي الأحمدي إن خدمات المياه ستعود إلى منطقتي كريتر والمعلا وسط المدينة خلال يومين، في حين تحتاج عودة التيار الكهربائي إلى عدة أيام. مشيرا إلى أن المقاومة ستكثف جهودها خلال الفترة المقبلة على أطراف عدن الشمالية، وأحياء البساتين وبئر فضل ودار سعد التي تتعرض لقصف الحوثيين وحلفائهم. وكانت وحدات من المقاومة الشعبية قد بدأت في تنظيم دوريات حراسة ليلية، لمنع تسلل أي عناصر من الميليشيات، وتخضع تلك اللجان إلى سيطرة ومراقبة مسؤولي المقاومة. وناشدت السلطات المواطنين كافة التعاون الكامل مع تلك اللجان التي وجدت لحمايتهم، ودعت إلى الإبلاغ الفوري عن أي تحركات مشبوهة، أو عند وقوع أي اشتباكات مع غرباء، وطالبت المواطنين كافة بالتحلي باليقظة التامة، وقطع الطريق على من يريدون تعكير صفو المدينة.وبعد تحرير عدن، تدفقت مواد الإغاثة والمواد الطبية على المدينة، بعد أن كانت متوقفة طيلة فترة العدوان الحوثي، وانخفضت أسعار السلع بشكل كبير وسط المواطنين الذين عانوا خلال الفترة الماضية تعنت المتمردين ومنعهم إدخال المواد الغذائية كافة.