أشاد عسكريون يمنيون بالانتصارات الأخيرة التي حققتها المقاومة الشعبية في عدن، وتحريرها للمدينة من دنس المتمردين الحوثيين، مشيرين إلى أن هذه التطورات تشير بوضوح إلى قرب نهاية التمرد الحوثي في كل أنحاء اليمن، كما تقدموا بالشكر إلى دول التحالف العربي على الدعم الكبير الذي قدمته لثوار المقاومة الشعبية، والذي أسهم بصورة كبيرة في تحقيق النجاحات المتقدمة. وقال العميد محمد جواس إن العملية العسكرية التي تنفذها قوات المقاومة الشعبية في عدن تفتح الطريق لطرد ميليشيات الحوثيين وحلفائهم من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، من جنوب اليمن بالكامل. وأكد في تصريحات صحفية أن "هذه العملية تمثل العد التنازلي لنهاية الحوثيين، وهناك مؤشر واضح جدا على قرب تطهير المحافظاتالجنوبية من هذه الميليشيات، فالهجوم الذي نفذه الثوار كان كاسحا في عدن"، متوقعا خلو المدينة بالكامل من الحوثيين خلال 48 ساعة. وأضاف جواس قائلا "ما يدل على قرب نهاية المتمردين أن خسائر قوات المقاومة كانت ضئيلة جدا مقارنة بخسائر الحوثيين، وهذا دليل على تماسك القوات التي نفذت سلسلة هجمات قوية للتخلص من الحوثيين. واستبعد إمكان عودة ميليشيات الحوثيين إلى المناطق التي تم تحريرها منهم في عدن، لأنهم يفتقدون إلى أي حاضنة اجتماعية، فضلا عن الخسائر العسكرية التي تكبدوها جراء المعارك. لذلك أتوقع أن تكون عدن نقطة انطلاق لتحرير محافظاتالجنوب، حيث ستنطلق قوات المقاومة منها باتجاه أبين ولحج المجاورتين، لطرد الحوثيين منهما". وأشاد جواس بالتنسيق بين قوات التحالف العربي ومقاتلي المقاومة الشعبية على الأرض، وقال "التعاون والتنسيق باتا على مستوى عال جداً وهو ما أسهم في سرعة تقدم المقاومة في عدن. والتنسيق كامل في الوقت الحالي بين التحالف والمقاومة التي تتصرف بناء على تعليمات من غرفة العمليات المشتركة في الرياض". ويعد تحرير مدينة عدن أولوية بالنسبة لقوات المقاومة الشعبية، نظرا لصعوبة الوضع الإنساني فيها، حيث تعاني نقصا حادا في الطعام والدواء وغيرهما من الحاجات الضرورية. بدوره، أشار القيادي في المقاومة الشعبية، عبدالرحيم العولقي إلى ما تحقق من انتصار على فلول التمرد، وقال إن انتصار المقاومة في عدن، رغم قلة إمكاناتها "أثبتت أن الشعوب التي تتسلح بالإرادة من الصعب هزيمتها". ومضى قائلا "هذا اليوم من الأيام المجيدة في تاريخ أمتنا والمقاومة، التي لقنت العدو درساً كبيراً في المواجهة، فعندما تحسن الأمة استخدام الأوراق التي بيدها، وحينما تثبُت في مواجهة الأعداء يتحقق الانتصار، وهذا ما حصل في الضالع التي استطاع أبناؤها تحريرها وتطهير ترابها من تلك العصابات الإجرامية". وحيا العولقي قائد المقاومة الجنوبية العميد عيدروس الزبيدي على الجهد الذي يبذله في الاتصال والتواصل بمختلف الجبهات القتالية، وكل أبناء الجنوب المنخرطين في جبهات القتال، الذين قدموا دماءهم وأموالهم وأولادهم فداء للوطن وترابه الطاهر، كاشفا أن الأيام القليلة القادمة ستحمل مفاجآت سارة وعظيمة لكل أبناء اليمن في الداخل والشتات. كما تقدم العولقي بالشكر والتقدير لقيادة قوات التحالف العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، لما تقوم به من دعم جبهات المقاومة على مختلف الأصعدة عسكريا ولوجستيا، لإنجاز المهمة العربية وتحقيق كل أهدافها على الأرض.