كان يؤمن إيمانا كاملا بقدرة المرأة السعودية على خوض المعترك السياسي والديبلوماسي، ومن أجل ذلك الإيمان لم يتأخر الأمير الراحل سعود الفيصل وقتما كان وزيرا للخارجية، بدعم دخول النساء للعمل في هذا المجال، حيث كانت البداية الفعلية لهذا التوجه قبل نحو سبع سنوات. وطبقا للأرقام الرسمية، التي أفصح عنها الأمير سعود الفيصل، في آخر لقاء له تحت قبة مجلس الشورى، فإن عدد الموظفات الديبلوماسيات في وزارة الخارجية ارتفع لأربعة أضعاف ما كان عليه في بداية دخول المرأة للحياة الديبلوماسية. تشجيع ودعم الفيصل للمرأة لم يقتصر على الموظفة العاملة في وزارته فحسب، بل كان اهتمامه يمتد للإعلاميات السعوديات اللائي كن يحرصن على تسجيل الوجود في مؤتمراته الصحفية، حيث كان شديد الحرص على إتاحة الفرصة أمامهن لطرح الأسئلة، وكسر احتكار السيطرة الذكورية عليها. تتذكر السكرتير الثاني بوزارة الخارجية الديبلوماسية منال بندر العتيبي، التي تعمل في الإدارة الإعلامية، وكان يوكل إليها مهمة الترتيب الخاص بدعوة الإعلاميين أولا، والتأكد من سلامة الإيجاز الصحفي لاحقا، تفاصيل اللقاءين اللذين جمعا موظفات وزارة الخارجية بالأمير الراحل سعود الفيصل. تقول منال بندر ل"الوطن"، لقد كان الأمير سعود الفيصل -رحمه الله- تعالى وأسكنه فسيح جناته، حريصا على إظهار الدعم والتشجيع لنا كموظفات. وتابعت بالقول "لقد قال لي وزميلتي سارة عسيري في أول لقاء جمعنا به على هامش أحد المؤتمرات الصحفية عام 2010: "أتمنى لكم التوفيق وأن تكونوا أفضل من زملائكم الموظفين"، فيما قال في آخر لقاء جمعنا به في مارس 2015: "لقد جعلتم الموظفين يشعرون بالتهديد والمنافسة". وتتولى منال بندر وسارة عسيري، وهما موظفتان ديبلوماسيتان في الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية، كل ما يتصل بالترتيبات اللوجستية الخاصة بالمؤتمرات الصحفية التي كان يعقدها الأمير سعود الفيصل أيام كان في وزارة الخارجية. وبدأ الحضور النسائي بوزارة الخارجية في العام 1429ه، بنحو 60 موظفة تقريبا، وأخذ هذا الرقم بالازدياد عاما بعد عام، حتى وصلت أعدادهن إلى 284 موظفة في العام 1435ه.