أعتقد أنني قرأت خلال الأسبوعين الاخيرين مقالات في جميع الصحف السعودية والصحف المصرية عن رائد الدبلوماسية العربية صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل مما يثلج الصدر ويعطي هذا الدبلوماسي العريق حقه في التكريم والاشادة بمشواره الذي امتد الى الاربعين عاما خاض فيها سعود الفيصل أعتى المعارك الدبلوماسية وحقق لبلاده نجاحاً شهده الجميع. وتعود صلتي المتواضعة بالامير سعود الفيصل الى قبل اربعين عاماً من الآن حين تولى وهو شاب حقيبة وزارة الخارجية السعودية تردد على مصر في اوقات كثيرة ولم اكن اعرفه ولكن ما قربني الى معرفته هو زميلي الاعلامي المتفوق رفقي الطيب والذي كان يدرس في مصر في كلية السياسة والاقتصاد كطالب بالكلية وكان يعمل في نفس الوقت مراسلاً لجريدة "الندوة" التي كانت تصدر في مكةالمكرمة من القاهرة بينما كنت اعمل انا في هذه الفترة مراسلاً لمجلة اليمامة السعودية من القاهرة وتعارفنا وكان رفقي الطيب معروفاً عند الأمير سعود الفيصل واعطاه العديد من التصريحات الصحفية عند زيارته لمصر واستفدت من هذه التصريحات لعملي في اليمامة السعودية في هذا الوقت المبكر. والحقيقة ان الامير سعود الفيصل هو واحدٌ من ابرز الدبلوماسيين العرب وبالذات خلال السنوات الاخيرة .. وكنت اعتقد ان السيد عمرو موسى وزير خارجية مصر ثم الامين العام لجامعة الدول العربية لا يدانيه احد من الدبلوماسيين العرب الى ان جئت الى المملكة وحضرت العديد من المؤتمرات العربية والخليجية وتابعت فيها الامير سعود الفيصل فوجدت نفسي امام قامة كبيرة وذكاء حاد ودبلوماسية طاغية تدعو الى الاحترام والتقدير الكبيرين. ورغم الجدية التي تبدو في حوارات الامير سعود الفيصل ولكنه ايضا يتمتع بروح الالفة والمودة حضرت مؤتمراً عربياً في الرياض وكان معي زميلي الصحفي عبدالله الحاج ممثلا عن صحيفة الحياة اللندنية .. وعبدالله دائماً معتز بنفسه وبملابسه الانيقة وربطة العنق ولكنه ايضا معتز "بشنب" كبير مبروم على وجهه وقد لفت نظر الامير سعود الفيصل بعد اللقاء الصحفي وسأله عن هذا الشارب الطويل ورغم ارتباك الزميل عبدالله من سؤال سمو الامير سعود الا انه هدأ من روعه وطلب منه "تهذيبه" فقط في الفة ومودة مع ابتسامات الجميع ولقد شاهدته اكثر من مرة مع السيد عمرو موسى ووجدت بينهما صداقة حميمة وانسجاما في المواقف (العربية العربية) منذ سنوات طويلة واستمرت هذه الصداقة والمحبة بين "الدبلوماسيين" حتى اليوم. الامير سعود الفيصل لا ينسى له الشعب المصري كله تحركه السريع الى فرنسا والى مجموعة الدول الاوروبية ليعلن بصراحته ومواقفه الحازمة وقوف المملكة العربية السعودية مع حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي وتأييدها المباشر له ونجاحه في تغيير مواقف الدول الاوروبية من المعارضة لثورة 30 يونيو الى المؤيدين لمطالب الشعب المصري في التغيير وذهاب حكومة الاخوان التي جرت على مصر العديد من المشكلات. الأمير المحبوب سعود الفيصل حكى لي جانبا من حياته الدراسية المبكرة المهندس يحيى كوشك في مدارس الثغر النموذجية (في الطائف) والتي استقبلت ابناء الملوك والامراء وكانت تدرس بها (مدرسات تركيات) في مرحلة الروضة والابتدائي.. وهؤلاء الامراء تعلموا اللغة الانجليزية واللغة العربية وباقي المواد الدراسية وكانت هذه المدارس (نموذجية في دراستها) وخَّرجت العديد من الامراء ومن بينهم "أمير الدبلوماسية" سعود الفيصل. هذا الامير المحبوب كتبت عنه استاذتي التي تعلمت منها الكاتبة المصرية سناء البيسي كلمات تفيض بالتقدير والعرفان.. وهو ابن "الملك فيصل بن عبدالعزيز" الشهير الذي لا يمكن ان ينسى الشعب المصري مواقفه تجاه مصر .. ونحن ايضاً ابناء هذا الجيل لا ننسى مواقف (سعود الفيصل) الابن وشكراً لك من الاعماق من شعب مصر الذي يحبك ويحترمك ولن ينساك.