من النادر أن تذهب إلى أي من المدن الغربية الكبرى دون أن تجد سكانا من أصول عربية، إلا أن مدينة كنجستون الواقعة في مقاطعة أونتاريو الكندية يقل فيها عدد العرب وكذلك الأجانب، إذ إن معظم سكانها من الكنديين. ونظم نادي الطلبة السعوديين في المدينة أول من أمس حفل إفطار رمضاني للمبتعثين والمبتعثات، وشاركت بعض العائلات السعودية الموجودة هناك في إعداد بعض الأطباق الرمضانية التقليدية طلبا للأجر. وعبر بعض المبتعثين في المدينة خلال حديثهم إلى "الوطن" عن افتقادهم الأجواء الرمضانية التي كانوا اعتادوا عليها في المملكة، إلا أن اللافت أيضا أنهم يفتقدون العرب أيضا. ويوجد في المدينة مركز إسلامي وحيد وهو مرجع لجميع المسلمين، ويتكون المركز من مسجد ومدرسة إسلامية لتعليم اللغة العربية وتدريس المناهج الإسلامية. وقال رئيس نادي طلبة كينجستون مهند علي السويلم ل"الوطن"، إن الهدف من إقامة حفل الإفطار الجماعي هو محاولة خلق أجواء رمضانية يفتقدها المبتعثون في بلاد لا تشعر فيها بروحانية الشهر الفضيل، والأهم من ذلك هو مساعدة الإخوة العزاب على تجاوز صعوبة الشهر، خصوصا أن المدينة صغيرة نسبيا، ولا توجد فيها مطاعم أو متاجر عربية. وأضاف: أشكر العائلات الذين أكرموا بعطائهم في حفل الإفطار طلبا للأجر. من جانبه، قال المبتعث أحمد علي عواجي: "أحرص على الاجتماع مع الأصدقاء والأهل وأعتقد أن جمالية وروحانية شهر رمضان لا تكتمل إلا بوجود مشاعر ومظاهر رمضان من الناحية الاجتماعية والدينية، إذ أفتقد اجتماع الأهل وصوت الأذان في المساجد وأيضا بعض مظاهر رمضان مثل الذهاب إلى الأسواق الشعبية". أما المبتعث محمد الصاعدي فيرى أن الدراسة في كندا خلال شهر رمضان ممتعة ومريحة، خصوصا إذا نظَّم الطالب وقته بشكل جيد من ناحية أخذ القسط الكافي من النوم، فتكون الإنتاجية أعلى نظرا لعدم وجود وقت ضائع في الزيارات لمحدودية الأصدقاء والمعارف. وأضاف: نادي الطلبة السعوديين بمدينة كنجستون قام بدور مميز، إذ ينظم كثيرا من الأنشطة مثل إفطار صائم للزملاء العزاب، وكذلك الاجتماع لأداء صلاة التراويح والنقاشات المختلفة وتبادل الخبرات، وأتمنى في هذا الشهر الفضيل أن يمن الله على بلادنا بالأمن والأمان وأن ينصر الله جنودنا البواسل، ويحفظ لنا ولاة الأمر، ويؤيد حكومتنا الرشيدة بالنصر والتمكين. وتقول المبتعثة رندا علي الثبيتي، إن اليوم في شهر رمضان يمتزج بالأجواء الإيمانية، وكذلك أجواء علمية بحكم الدراسة، مضيفة: أحاول جاهدة تعويض الأجواء الروحانية عن طريق المشاركة في برامج الإفطار الجماعي التي تنظمها اللجنة النسائية بالنادي للمبتعثات. وتابعت "روحانية المكان وبعض طقوس الشهر الكريم أكثر ما نفتقده ولكننا نحاول جاهدين أن نستشعر ذلك داخل بيوتنا على الأقل، فالدراسة شاقة في رمضان، لا سيما أن عدد ساعات النهار طويلة مما يقلل التركيز". وأكدت رندا أن المبتعثين يكابدون العناء ويفتقدون الأجواء الرمضانية بحكم بعدهم عن الأهل، ولكن المشاركة في الأنشطة التي ينظمها النادي السعودي أو المركز الإسلامي تحد من ذلك الشعور.