فيما يعد بمثابة إعلان حرب علي الإرهاب وتأكيد على أن مصر تعيش حالة حرب حقيقية لم تشهدها منذ انتصار أكتوبر 1973، ظهر الرئيس عبدالفتاح السيسي بالزي العسكري أثناء تفقده القوات المسلحة بشمال سيناء عقب الهجمات الإرهابية التي نفذها تنظيم أنصار بيت المقدس قبل أيام، والتي شهدت استشهاد 17 من جنود القوات المسلحة فيما قتل الجيش 100 إرهابيا في رد الجيش علي تلك الهجمات. وقال بيان لمؤسسة الرئاسة، حصلت "الوطن" على نسخة منه، إن "السيسي أدى، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، التحية العسكرية للجنود والضباط، مؤكدا أن الجيش المصري يقوم بدور عظيم وأنه حضر لتقديم التحية لأبطال القوات المسلحة تقديرا لهم، وكي يؤكد لهم أن ثقة الشعب في قواته المسلحة لا حدود لها". وأشار السيسي إلى أن الإرهابيين حاولوا إقامة ولاية لهم في سيناء، مشددا على أن مصر ستدحر الإرهاب، وأن الأعمال الإرهابية الخسيسة لن تنال من عزيمة أبطال القوات المسلحة والشرطة، وقال "إننا ماضون في خطط التنمية الشاملة للدولة تزامنا مع الحرب على الإرهاب التي لن يثنينا عنها إلا تطهير كل ربوع الوطن من تلك العناصر الإرهابية المجرمة". من جانبه، قال محافظ شمال سيناء اللواء مصطفى حرحور، في تصريحات إعلامية، إنه فوجئ بوصول السيسي، الساعة 6.30 صباحا، إلى إحدى الوحدات العسكرية، حيث التقى الضباط والجنود الموجودين، مضيفا أن "لقاء السيسي مع عناصر القوات المسلحة اتسم بالشفافية والمودة الشديدة واستمر ما يقرب من 40 دقيقة تم خلالها عرض كل وجهات النظر، والتشديد على الحفاظ على كل حبة رمل من أرض الوطن. في الغضون، قالت نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقا المستشارة تهاني الجبالي، إن " زيارة السيسي لسيناء حملت رسائل عديدة للداخل والخارج، أهمها استرداد السيادة الوطنية المصرية، فيما أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، إن ظهور السيسي بالزي العسكري بمثابة إعلان حرب حقيقية علي الإرهاب، ومؤشر لحجم الخطر الذي تواجهه الدولة من جانب التنظيمات الإرهابية. من ناحية ثانية، أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن الدعوات التي أطلقتها جماعة "الإخوان" على لسان القيادي بالإخوان الدكتور جمال حشمت والتي تطالب المصريين بعدم إرسال أبنائهم للتجنيد وأداء الخدمة العسكرية، هي بمثابة دعوة لخيانة الوطن والتخلي عن حمايته والدفاع عنه ضد الأخطار المحدقة التي تتهدده. إلى ذلك، قالت الخارجية المصرية في بيان أمس إن "الأعمال الإرهابية التي تشهدها مصر تأتي في الإرهاب الذي يجتاح أنحاء مختلفة من المنطقة والعالم، لافتة إلى أن جميع التنظيمات الإرهابية ذات منبع فكري وأيديولوجية متطرفة واحدة نشأت على يد جماعة الإخوان الإرهابية في العام 1928، كما أنها تتشارك في الأهداف والتنسيق العملياتي على الأرض". وأضاف البيان إن "مصر لن تتواني عن التعاون مع المجتمع الدولي للقضاء على الإرهاب من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتجفيف منابع تمويل التنظيمات الإرهابية، ومحاربة الفكر المتطرف من خلال منابرها الفكرية الوسطية والمعتدلة وعلى رأسها منارة الأزهر الشريف".