يتهادى صوت الشيخ صالح بن عواد المغامسي عند الحديث عن رمضان والأعمال الخيرة في هذا الشهر الفضيل. "الوطن" حاورته حول ذكرياته عن رمضان، وأكد أنه شهر له تأثير قوي في نشأة الإنسان وفق التعاليم الإسلامية، وسرد بعض المواقف حول علاقته بالطريق الدعوي من خلال صلاتي التراويح والتهجد وتقليده لإمام المسجد النبوي حينذاك، فإلى الحوار:- كيف يرى الشيخ صالح المغامسي الصيام في المدينة والحرم النبوي الشريف؟ الصيام بالمدينةالمنورة له طعم آخر وهو أمر لا يختلف الناس فيه، فكانت السُفر تمتد بالحرم النبوي والوالد كان يغدوا للحرم مشيا لقرب منزلنا منه وكان يأخذنا معه حتى علقنا به وكان الجيران يذهبون للحرم بالسيارة لمن تأخر عن الذهاب مبكرا مشيا ومن يفطر والدهم هناك وكنا نذهب سويا في أيام الشيخ عبدالعزيز بن صالح، وقد أثر فينا هذا الرجل كثيرا في عصر التسعينات ما قبل 1400، وكان الناس يمتازون بشيء من البساطة ونوعية الأكل كانت موحدة وغير مبالغ فيها من ناحية الوجبات، وكان الحرم يلقي بظلاله الروحانية على الناس، والشيخ عبدالعزيز بن صالح كان يتعمد أن يختم في الشهر مرتين في التراويح والتهجد، وكنا نشهد معه الختمتين وكان يتولى هو الختمتين في ليلة واحدة، كما أن الحي الذي كنت أسكنه ويسمى باب الكومة كان فيه تحاب بين الناس، وهذا ما أسهم في تقبل الآراء. كيف يرتبط الناس بشهر رمضان؟ يقل شعور الإنسان مع المرحلة الحياتية تجاه رمضان إذا كثرت أوامر الدهر، وأهل المدينةالمنورة يحتفظون بشيء اسمه السفرة بحسب الأماكن، حيث نعلم عن سفر بالحرم عند باب السلام ومن بعده من أصحابها ممن هم من أهل القرابة، وتجاوزت السُفر في هذه المكان بالحرم النبوي ما بين 20 و 25 عاما يعدها للمصلين في الحرم النبوي بكل شهر رمضان، ومما يروى أن بعض أصحاب السفر جيران في المواقع ولا يتقابلون إلا في شهر رمضان من كل عام حتى أنه في إحدى السنين توفي أحد القائمين على السفرة في نهاية شهر رمضان وصلي عليه في ثاني أيام عيد الفطر المبارك وجيرانه في السفرة لم يعلموا عن وفاته إلا في رمضان الذي أتى بعد وفاته عندما سألوا أبناءه، حيث كانت السفر توطد التعارف بين أصحابها في رمضان. ماذا يحفظ الشيخ صالح في ذاكرته عن شهر رمضان؟ يعمل الناس في رمضان وفي سفر الحرم النبوي الشريف ما يسمى بالعرف حتى أصبحت السفر تعرّف، ومعروفة عند الجميع أنها تخص فلان أو عائلة فلان بحسب موقعها بين العمود كذا والصف كذا، فلا يحق للذين يريدون أن يفرشوا سفرتهم في مكان متعارف عليه إنه لعائلة فلان أو أسرة فلان، واعتادت الأسر على فرش سفرها فيه كل عام من شهر رمضان وهذا العرف ما زال قائما ويأتي الناس من أصحاب السفر في نهاية شهر شعبان من الظهر لتثبيتها وليخبر الباقين إنه موجود هذا العام ويعطون لبعض الصبيان أجرة للخروج بساحة الحرم، واستدعاء الضيوف لسفرهم ويعطى الغلام مقابل كل ضيف يأتي به، ولذلك تجد الأطفال أمام مواقف السيارات وبالساحة يدعوك للسفرة طمعا بالمكافأة. علاقة الشيخ صالح في شهر رمضان بالطريق الدعوي ؟ أول طرائق الإبداع التقليد، وفي تربيتنا لأبنائنا لابد أن نعلم أنهم سيتعلقون بأحد وإذا تعلق بأحد يحاول أن يحاكيه، وعندما كنت صغيرا في الرابعة الابتدائي كانت كل كلمة يقولها إمام الحرم النبوي الشريف حينذاك الشيخ عبدالعزيز بن صالح بالميكروفون أتأثر بها وكان أول عمل لي بعد عودتي من المسجد أن أغلق على نفسي باب الغرفة وأحاكي صنيعه، وكنت استخدم ما يضخم الصوت من قماش عند طويه وكنت أقول ما سمعت محاولة لتقليده، وكنت أتمنى أن يعطيني الله مكانة رفيعة بالدين مثل ما أعطى الشيخ عبدالعزيز بن صالح والمقصد إذا أراد الابن المحاكاة والتقليد فليحاكي القمم. كلمة للشيخ صالح للصائمين؟ لا شيء أفضل من طلب عفو الله وعفو الله يلزمه دخول الجنة وهو مجمل لحديث النبي لزوجته عائشة "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا".