يعيش المبتعثون للدراسة في الولاياتالمتحدة الأميركية ساعات صيام طويلة مقارنة بالمملكة، حيث تتجاوز في بعض الولايات أكثر من 16 ساعة، ولكنهم في الوقت نفسه سعداء بقضاء الصوم رغم الظروف المحيطة، لأنهم يعلمون جيدا أن الأجر على قدر المشقة. يقول المبتعث في مدينة بيتسبيرج كريم الجبل العنزي إنه وزملاءه يصومون من الرابعة فجرا حتى الثامنة و45 دقيقة مساء، مشيرا إلى أن الأمر كان صعبا في أول يومين من الشهر الفضيل، خصوصا مع ساعات الدراسة الطويلة. وعن نظرة الأجانب في المعاهد والجامعات لطقوس رمضان، قال العنزي إن "الأجانب يكنون أشد الاحترام للسعوديين والمسلمين خلال شهر رمضان، ويعمد كثير منهم إلى تناول الوجبات في أماكن بعيدة عن محيط الفصول والقاعات الدراسية التي يتواجد بها المسلمون، احتراما لمشاعرهم ولشريعة الصيام"، مؤكدا أن هذا الأمر أكسب الطرفين الاحترام المتبادل. ويتشارك كل من سعود أمين السنوسي، وخالد الحميدان، وأحمد الشويش في تحضير الوجبات بالمناوبة، التي تعتمد في المقام الأول على الأكلات المتعارف عليها في المملكة، مثل الشوربة، والمعجنات، والحلويات المنزلية، إضافة إلى مائدة السحور التي غالبا ما تكون الكبسة. ويجمع الثلاثة على أن الأطباق التقليدية السعودية تتفوق بمراحل على على المطبخ الأميركي المليء بالأصناف، لذلك يبذلون جهودا في التعرف على طرق إعدادها من الأهل عبر الهاتف، أو من المواقع والمنتديات السعودية التي تشرح طرق إعداد هذه الأكلات بطريقة مصورة. ويمارس المبتعثون خلال الشهر أنشطة رياضية تتضمن ألعابا مختلفة، ويحرصون على الاجتماع مع زملائهم، وأداء صلاة التراويح بمقار إقامتهم، أو في المراكز الإسلامية، ويتعامل الشعب الأميركي مع شعيرتي الصيام والصلاة باحترام وتقدير، وكثيرا ما يوجهون استفسارات حولهما، ويرغبون في التعرف على معني الصيام والحكمة منه. ويجمع المبتعثون على الاختلاف الكبير بين رمضان في الابتعاث عنه في الوطن، حيث يفتقد الكثيرون أصوات المآذن في صلاة التراويح، التي اعتبروها من أبرز علامات ومميزات الشهر الفضيل، ولكنهم يستعيضون عن ذلك بابتكار طقوسهم الخاصة، بالإفطار الجماعي، وصلاة التراويح، وجلسات السمر التي تستمر حتى السحور.