في زمهرير صيف تهامة ودوامات الغبار الداكن، هناك رجال صائمون صامدون على خط النار، وهبوا أنفسهم للدفاع عن الدين والوطن، أمنيتهم نيل الشهادة، وقمع كل من تسول له نفسه المساس بشبر من حدود الوطن، جنود صدقوا ما عاهدوا الله عليه لا يهابون الموت ولا أعداء الدين والوطن، جنود صائمون لا يحملون إلا سلاحهم ومصحفا صغيرا. هذه هي حال المرابطين من أبناء القوات العسكرية وحرس الحدود على الخطوط الأمامية في الحد الجنوبي بمنطقة جازان، "الوطن" عاشت مع هؤلاء الأبطال يوما رمضانيا تحت أزيز القصف ودرجات الحرارة العالية التي لا تحتمل. فرغم دخان البارود الذي يغطي الأجواء والقصف المستمر إلا أن العمل المتواصل والابتسامة لم تفارق وجوه جنود سلمان. ومع اقتراب صلاة المغرب بدأ يهدأ القصف، وعمد معظم الجنود إلى إخراج المصاحف ليتلوا ما تيسر لهم، فيما عمد جزء من باقي الكتيبة إلى تجهيز الإفطار لزملائهم فيما بقيت فرقة مرابطة على زناد النار. وما هي إلا لحظات حتى رفع أذان صلاة المغرب، ليبدأ جميع الأبطال في تناول حبات تمر وشربة ماء وهم في مواقعهم وأصابعهم على زناد النار.