تحتفظ ذاكرة الإعلامية في إذاعة مونت كارلو، إيمان الحمود، بذكريات رمضانية جميلة، استعادت جزءا منها في هذا الحوار السريع الذي أجرته معها "الوطن"، وحاولت الغوص في ذاكرتها لتستعيد شيئا من الذكريات الرمضانية في العصر الجميل، فإلى الحوار: • ماذا تحمل ذاكرتك عن رمضان؟ ذاكرتي تحمل كثيرا عن رمضان، ولو قلبت في أوراقها لا يمكنني أن أتجاهل اجتماع الأهل على طاولة الإفطار، والمطبخ الذي يتحول إلى ثكنة عسكرية قبل بضع دقائق من سماع الأذان، وطعم التمر الذي لا أتناوله شخصيا إلا في رمضان امتثالا للسنة النبوية. هل تتذكرين شيئا من تفاصيل صومك لليوم الأول؟ بالتأكيد لم يكن يوما عاديا، كنت حينها في العاشرة تقريبا، وتحداني والدي أن أصوم يوما كاملا، إذ كنت أصوم قبلها حتى الظهر، بصراحة لم أكن أتخيل أن الأمر بهذه الصعوبة، عند الثالثة عصرا بدأت بالتضور جوعا وأنا أشم رائحة الأطباق التي تعكف والدتي على تحضيرها في المطبخ، لكنني قهرت الجوع وتمكنت من إتمام صيامي حتى نهايته، كانت ذكرى جميلة. ما الذي كان يدفعك كطفلة للصوم في ذلك الوقت؟ لم أكن صغيرة جدا عندما بدأت الصوم، وأعتقد أن والداي كانا محقين في ذلك، في رأيي يمكن تشجيع الأطفال على تجربة هذه الشعيرة، ولكن بالتدريج، أن يبدأ بنصف يوم حتى الظهر، ثم بثلاثة أرباع اليوم، وبعد ذلك يمكن تأهيل الطفل للصوم بشكل كامل. عندما أرى بعض العائلات وهي تجبر صغارها على صوم يوم كامل، أشعر بنوع من الألم خصوصا عندما يبدأ الطفل بالبكاء من شدة الجوع. وماذا تتذكرين من رمضان في مرحلة الصبا والشباب؟ أتذكر ساعات النوم الطويلة بعد أن سهرنا للصلاة ومشاهدة بعض البرامج التلفزيونية حتى موعد السحور، ومواعيد عمل والدي التي كانت تتغير في رمضان، فيعود من عمله عند الحادية عشرة مساء، نذهب بعدها أحيانا للتسوق، إذ تبقى المحال مفتوحة حتى وقت متأخر، ولن أنسى حجز المواعيد في المشاغل ليلة العيد، وكيف كانت تلك المشاغل مزدحمة حتى ساعات الفجر الأولى. ماذا كنتم تفعلون في ليالي رمضان؟ كنا نقضي ليالي رمضان في الصلاة والدعاء وقراءة القرآن، نتسامر ونخترع بعض الألعاب أحيانا التي تساعدنا على السهر حتى وقت السحور، ونشاهد بعض البرامج والمسلسلات، كنا أيضا نتبادل الزيارات بعد صلاة التراويح، كما نحاول تعلم وصفات طبخ جديدة تضفي على طاولة الإفطار نكهة مميزة تختلف عن الأيام العادية. ماذا عن صيامك رمضان في فرنسا؟ رحلتي مع الصيام في فرنسا طويلة، هنا تشعر بالغربة منذ أول يوم في رمضان، فلا شيء يشعرك بالشهر الفضيل سوى بقائك دون طعام أو شراب لساعات طويلة تصل إلى نحو 18 ساعة يوميا، مستلزمات رمضان غير متوافرة في معظم الأسواق، لا يمكن سماع صوت الأذان إلا عبر أثير بعض الإذاعات العربية والمغاربية، عندها نبدأ بتناول وجبة الإفطار. ما برنامجك كمذيعة وإعلامية في رمضان؟ في اليوم الذي أعمل فيه أكون منهمكة إلى حد كبير ينسيني مسألة الصيام لساعات طويلة، وعند وصول موعد الإفطار نتجمع مع بعض الزملاء الصائمين في كافيتريا العمل، ويخرج كل منا طبقا أعده خصيصا للإفطار، أو اشتراه جاهزا، ونتشارك متعة الطعام معا، وسط أجواء جميلة، إذ يبدأ كل واحد منا بسرد ذكرياته مع رمضان في بلاده. ما أكثر المواقف العالقة في ذهنك؟ ليالي القرقيعان منتصف الشهر الفضيل، ومنظر الأطفال وهم يحملون أكياس القماش، ويطرقون أبواب الجيران في الحارة، من أجل الحصول على ما تيسر من الحلوى والمكسرات، وينشدون الأهازيج الخاصة بالمناسبة، خصوصا في البيوت التي تحتضن مولودا جديدا. كلمة أخيرة للصائمين؟ تمنيت لو كنت معكم.. أعاد الله علينا شهرنا الفضيل بالصحة والخير الوفير، وكل عام وأنتم بألف خير.