قالت الإخصائية الاجتماعية كفاح الغنام إن هدية بسيطة للطفل الصائم مع كلمة إشادة من أبويه تجعله يقاوم مشاق الصوم في أعوامه الأولى، مشيرة إلى أنه يجب على الأسر أن تعود أطفالها على الصيام من سن الثمانية من خلال ما يعرف ب «درجات المئذنة أو صوم الحمامة»، أي الامتناع عن تناول الطعام من السحور وحتى آذان الظهر طيلة الأيام العشر الأولى من الشهر الفضيل، ثم تتم زيادة عدد الساعات بالعشر الثانية حتى يصل الطفل إلى صيام اليوم كاملا في العشرة الأواخر. وأضافت الغنام أنه يجب على الأم أن تعد وجبة غذاء يفضلها الطفل كمكافأة له على صيامه، كما يجب على الأسرة أن تثني على الطفل أمام أقرانه وأقاربه، مع تخصيص وقت من سهراتها للحديث عن تحمله الجوع والعطش طاعةً لله عز وجل. وأضافت الغنام أن الطفل الذي يصوم في سن مبكرة يجب على والديه أن يقدما له هدية يفضلها أو رحلة كان يتمناها أو حتى جائزة مالية. وأضعف الإيمان مدحه والثناء عليه أمام الناس، ليتشجع وتزيد ساعات صيامه. وتؤكد الغنام أن تعويد الأطفال في سن مبكرة على الصيام، يعد جزءا من التنشئة الاجتماعية التي تأتي في المراحل الأولى للطفولة، لكنها تحذر في الوقت ذاته من إجبار الأطفال على الصيام أو استخدام أسلوب الترهيب الذي يصنع العداء لسلوك الصيام عند الكبر. وتوضح الغنام أن الصيام يفرض لمن وصل سن البلوغ، ويطلب من الأهل تشجيع أبنائهم على الصيام حسب قدرة الطفل وعمره وبنيته الجسدية، أو صيام أيام وترك أيام أخرى، حتى يترسخ مفهوم سلوك الصيام للطفل ويصبح عادة وجزءا من سلوكه عندما يصل سن البلوغ. وتحكي الطفلة نورة تجربتها مع الصيام قائلة إنها بدأت الصوم منذ ثلاثة أعوام عندما كانت في السادسة من عمرها، حيث كانت تصوم ساعات قليلة في الصباح، ثم زادتها مع الوقت حتى بات صومها كاملا، وذكرت أنها كانت تتغلب على الجوع بشغل وقتها بترتيب حجرتها وحجرات إخوانها ومساعدة والدتها في تجهيزمأدبة الإفطار. وتحرص نورة على التحدث مع أشقائها الصغار عن مشاعرها الجميلة خلال ساعات صيامها، وتشجعهم على الصيام لساعات قصيرة تتناسب وأعمارهم، وتشير إلى أنها «لا تخبر والديها عندما تشاهد أشقاءها الصغار يشربون الماء أو يتناولون الحلوى. أما السيدة يسرى فتروي ما حدث مع طفلها، فقد بدأت في تعويده على الصيام من سن السادسة ولساعات محدودة، ثم رأته في أحد الأيام داخل مستودع الاغذية يأكل من التمر المخزون، لكنها لم تشعره بذلك. وبعد أن تناول إفطاره تحدثت إليه عن جزاء من يأكل وهو صائم ويخفي ذلك؛ فما كان منه إلا أن اعترف بأنه أكل من التمر وطلب منها أن تسامحه فردت الأم بأن الأهم أن يطلب من الله سبحانه أن يسامحه. وأضافت: «سردت عليه قصص شخصيات إسلامية وتاريخية مشهورة أو شخصية من العائلة محببة عليه كالجد أو العم أو الخال مركزة على تجاربهم مع الصيام».