لقي 14 من عناصر حزب الله اللبناني مصرعهم وأصيب عشرات آخرون في اشتباكات مع مقاتلي تنظيم داعش، في جبال القاع ورأس بعلبك شرق البلاد، في حين أكد الحزب تصديه لهجوم من التنظيم وقتل أكثر من عشرة من مقاتليه. وقالت مصادر ميدانية إن المعارك في هذه المنطقة تعد تطورا نوعيا، وقد بدأت فجر أمس واستمرت لساعات واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة. مشيرة إلى أن التنظيم هاجم مواقع للحزب بين جرود جوسيه السورية وجرود القاع، ما أدى لمقتل 14 من مقاتلي الحزب وجرح العشرات، وأضافت أن مصادر من الجيش اللبناني أكدت أن الجيش استهدف بالمدفعية الثقيلة المناطق التي تسلل منها المسلحون فجر أمس بين منطقة جوسيه السورية والبقاع اللبنانية. من جهته قال الحزب إن عناصره تصدت لهجوم مفاجئ لمقاتلي تنظيم الدولة الذين شنوا بأعداد كبيرة وعشرات الآليات هجوما واسعا على نقاطه في جرود القاع وجرود رأس بعلبك، وأكد مقتل عشرة من المسلحين، فيما لم يتحدث الحزب عن خسائره. وتؤكد مصادر مستقلة أن حزب الله يلجأ في حالات كثيرة إلى تجاهل الحديث عن خسائره، ولا يقدم العدد الحقيقي لقتلاه، الذين تجري لبعضهم مراسم تشييع رسمية، فيما يتم دفن الآخرين سرا، وذلك خوفا من تزايد التململ وسط حاضنته الشعبية التي بدأت تظهر ضيقها من تزايد عدد القتلى نتيجة لتورط الحزب في القتال بسورية ودعمه لنظام بشار الأسد. وتوقعت مصادر عسكرية لبنانية أن تستمر الاشتباكات بين الطرفين لفترة طويلة، علما بأن حزب الله قام بحصار المسلحين من الشمال والجنوب، وبقي للتنظيم بحسب المصادر منفذ واحد في الجهة الشرقية أي باتجاه العمق السوري، وهو ما اعتبره مراقبون دليلا على طول أمد المعركة. من ناحية ثانية، اتهم عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح، حزب الله باستجلاب المسلحين إلى عرسال، وقال في تصريحات إذاعية "الحزب يقاتل إلى جانب التنظيم في جرود عرسال بمواجهة جيش الفتح، وربما تكون الطبيعة الجغرافية أو الحسابات السياسية والخلافات بين الطرفين فرضت هذه المواجهة". وأضاف "حزب الله هو الذي استجلب المسلحين إلى جرود عرسال بعد احتلاله القصير وتهجير السوريين من قراهم فيها وفي حمص، في حين يقول اليوم إنه يحمي لبنان وحدوده منهم، وهذه بوادر فتنة كبيرة خطيرة يحضر لها الحزب في عرسال"، مشيرا "إلى الدعوة إلى تشكيل لواء القلعة من قطاع الطرق وتجار المخدرات وعصابات الخطف ومرتكبي الجرائم الذين أوكل إليهم حزب الله مهمة تحرير عرسال ممن يسميهم الإرهابيين". واختتم تصريحاته قائلا "الجيش لديه التفويض الكامل والغطاء السياسي، لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية عرسال وكل الحدود، وهو يتعاطى مع الأوضاع بكل جدية ومسؤولية، لذلك ينبغي ترك الجيش يقوم بمهماته بعيدا عن الابتزاز السياسي أو التصويب على قائده العماد جان قهوجي ضمن مشروع سياسي يريد إبعاده عن قيادة الجيش تمهيدا لقطع الطريق أمامه كمرشح جدي لرئاسة الجمهورية". إلى ذلك، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على ثلاثة لبنانيين وشركاتهم لاتهامهم بأنهم "عناصر رئيسة في شبكة دعم حزب الله" اللبناني. ووضعت الوزارة على لائحتها السوداء رجل الأعمال أدهم طباجة وشركة الإنماء التي يملكها وتعمل في لبنان والعراق، وكذلك رجل الأعمال اللبناني قاسم حجيج، وحسين علي فاعور مالك مركز لصيانة السيارات "كار كير سنتر" في بيروت، بحسب بيان نشر أمس.