قتل عنصران من حزب الله اللبناني وعشرات المسلحين في اشتباكات وقعت أمس في منطقة القلمون داخل الأراضي السورية المتاخمة للأراضي اللبنانية التي تتداخل فيها الجرود مع جرود سلسلة جبال لبنانالشرقية. وقالت مصادر موثوقة : إن عشرات المسلحين قدموا من منطقة القلمون واستهدفوا موقعا للحزب، وقال مصدر في حزب الله ل "فرانس برس" : تعرضت مواقع الحزب في منطقة القلمون لهجوم شامل تم صده، وفشلت المجموعات المسلحة في تحقيق أي تقدم" معلنا سقوط قتيلين من مقاتلي الحزب وعشرات القتلى من الجماعات المسلحة التي لم يحدد انتماؤها. ويملك لبنان حدودا واسعة مع سوريا، غير محددة رسميا بمعظمها، لا سيما في المناطق الجبلية العالية، حيث تنتشر المعابر غير القانونية في أرض وعرة، وحيث تتداخل الأراضي بين البلدين. ونقلت "فرانس برس" عن مصدر محلي في حزب الله في القلمون تعرض "جرود النبي سباط ومحيطه في سلسلة الجبال الشرقية الى الشرق من منطقة بعلبك، لهجوم من جماعات مسلحة قدمت من منطقة القلمون السورية، فقام الحزب بالرد على مصادر النيران، واوقع خسائر فادحة في صفوف المهاجمين". وعلى الأثر، اندلعت اشتباكات بين الطرفين استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والمدفعية، وسمعت اصداؤها حتى مدينة بعلبك. وتفصل سلسلة الجبال الشرقية بين الأراضي اللبنانية والأراضي السورية. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية ان المسلحين شنوا الهجوم "انطلاقا من عسال الورد في سوريا" وهي بلدة في القلمون مواجهة لجرود النبي سباط وبريتال اللبنانية. وقال شهود فروا من النبي سباط : إنهم شاهدوا حزب الله ينقل عددا من الجرحى في سيارات بيك اب. وشاهد مراسل "الفرنسية" ناقلات جند تقل عسكريين لبنانيين تتجه نحو الجرود. كما أشار الى ان عشرات السيارات الرباعية الدفع تقل مدنيين مسلحين قالوا: إنهم من القرى المجاورة وإنهم في طريقهم لمساندة حزب الله. وحصلت خلال الاشهر الأخيرة مواجهات عدة محدودة في جرود منطقة بريتال- بعلبك بين حزب الله ومجموعات من المعارضة المسلحة في الجانب السوري، ويتواجد الحزب في نقاط عسكرية عدة في مناطق جبلية عالية على الحدود يصعب الوصول اليها. ونادرا ما يعطي الحزب أو الأجهزة الأمنية تفاصيل عن هذه المواجهات. وجرت في أغسطس معارك عنيفة في بلدة عرسال الواقعة على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا، بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة قدمت من سوريا ومن مخيمات للاجئين السوريين موجودة في عرسال. وتسببت المعارك في مقتل عشرين عسكريا و16 مدنيا وعشرات المسلحين. وخطف مسلحون انسحبوا الى سوريا عناصر من قوى الامن والجيش، ثم أقدموا على قتل ثلاثة منهم وأفرجوا عن آخرين، ولا تزال "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الاسلامية" يحتجزان أكثر من 25 عنصرا. ويطالب الخاطفون بالافراج عن رفاق لهم في مجموعات إسلامية موقوفين لدى السلطات اللبنانية مقابل الافراج عن الجنود وعناصر الامن، إلا ان الحكومة اللبنانية - التي وافقت على وساطة قطرية مع الخاطفين - ترفض المقايضة، كما يطالب الخاطفون بانسحاب حزب الله من سوريا، ومنذ معركة عرسال، تصاعدت نسبة التوتر على الحدود.