لم يمنع العجز وكبر السن من حمل السلاح، والوقوف بصلابة في الخطوط الأمامية لمقاومة جحافل الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في جبهات القتال الممتدة على طول البلاد وعرضها، كبار السن في اليمن، وذلك هو ردهم المعروف مع من يسعى إلى إسقاط شرعية حكومتهم، ورئيسهم المنتخب، والتعدي على إرادتهم، وإرادة الملايين من أبناء الشعب. لديهم ما يملكون من الأعذار الكافية لامتناعهم عن القتال، فتقدمهم في العمر، وما يتخلل هذه المرحلة من أمراض جسدية، لم يكونا عذرين كافيين لهؤلاء ليقدمانهما كحجة تمنحهم فرصة البقاء في منازلهم، ورأوا بأنه ما دام فيهم عرق ينبض، وما داموا على قيد الحياة، في وقت تطرق الميليشيات بعنجهيتها أبواب بيوت اليمنيين، فمن غير المقبول التخلف أو الغياب، حسبما يقولون. ويؤكد أحدهم في حديثه إلى "الوطن" أن الموت دفاعا عن النفس والأرض أشرف بكثير من الموت على الفراش. وعدّ أن انتصار الانقلابيين الحوثيين والموالين للمخلوع هو في كل الأحوال بمثابة شهادة وفاة لليمن ولكل اليمنيين، كون سياستهم قائمة على قاعدة الحياة والسلطة والمال لهم فقط، والموت والفقر لغيرهم. وتحدث عن جرائم الحوثيين وصالح في كل المناطق التي سيطروا عليها، بدءا من صعدة شمالا وانتهاء بأجزاء من عدن جنوبا، حيث ارتكبوا فيها جرائم وحشية من قتل، وتهجير للسكان، وتفجير للمنازل والمدارس، والمساجد ودور القرآن، واختطافات يومية وإهانات للسكان. وعن مبرر خروجه للقتال ومشاركته في مواجهتهم رد باقتضاب "هل تريد مني أن أنتظر إلى أن يأتوا إليّ، ويهدموا منزلي عليّ وعلى أحفادي؟ لن يكون لهم ذلك، وسنقف حجر عثرة أمام مشروعهم الانتقامي والسلطوي". وتداول اليمنيون صورا كثيرة لمسن يحفر مكانا يتمترس فيه، وآخر يحمل الكلاشينكوف الخاص به وهو في طريقة إلى مكان تمركزه، وشيخ آخر يحدق بمنظاره العسكري لكشف مواقع المتمردين الانقلابيين وتحديدها، بهدف قصفها والقضاء على من فيها، وشيخ أيضا يقف إلى جوار قادة المقاومة الشعبية للإسهام في مشورتهم وتوجيههم.