جددت طائرات التحالف الذي تقوده المملكة لإعادة الشرعية الدستورية في اليمن، متمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، ردع المتمردين الحوثيين المدعومين بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، واستهدفت غاراتها المكثفة أمس مواقع المتمردين وفلول الجيش الموالي للمخلوع في صنعاءوعدن، وصعدة، والحديدة، ومأرب. يأتي ذلك فيما واصل مقاتلو المقاومة الشعبية صمودهم في وجه الانقلابيين، وكبدوهم خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، كما استعادوا بعض المواقع الاستراتيجية التي كانت بحوزتهم. ففي صنعاء، قصفت الطائرات مخازن أسلحة المتمردين في قاعدة الديلمي، وأشارت مصادر ميدانية إلى أن الطائرات استهدفت القاعدة بعدة غارات. كما قصفت مقر القوات الجوية في صنعاء، إضافة إلى منزل المخلوع صالح بمنطقة سنحان. وأكد شهود عيان أن ألسنة اللهب وأعمدة الدخان ارتفعت عالية في سماء مناطق القصف، كما سمع دوي انفجارات ضخمة، ما يرجح نسف مخازن أسلحة. كما استهدفت الغارات مستودعا للأسلحة في تلة فج عطان التي تطل على العاصمة اليمنية. استهداف المتمردين وفي محافظة صعدة، حيث معقل الحوثيين، أفادت مصادر ميدانية بأن طيران التحالف نفذ قصفا عنيفا على مواقع تابعة للمتمردين في الحصامة، والضيعة بمنطقة الملاحيظ، إضافة إلى مدينة صعدة. وأضافت أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا جراء القصف، وأن العشرات من سيارات الإسعاف شوهدت وهي تهرع إلى المكان. أما على صعيد محافظة الحديدة، غربي اليمن، فقد شن طيران التحالف ثلاث غارات على المجمع الحكومي بمديرية بيت الفقيه. كما استهدفت الطائرات المجمع الحكومي بمديرية الدريهمي. وأدت الغارات على كلا المجمعين اللذين اتخذهما الحوثيون موقعين لهم إلى سقوط عشرات القتلى. وفي محافظة مأرب، أكد مصدر مسؤول وسط المقاومة أن أربعة من قيادي الحركة المتمردة لقوا مصرعهم، جراء غارات لطائرات التحالف استهدفت تجمعات ومنازل لهم جنوبي المحافظة. كما أفادت المصادر بمقتل مجموعة أخرى من الحوثيين، أبرزهم القيادي أبو الفضل الكبسي في قصف للتحالف على معسكر كوفل بصرواح غربي مأرب. أما في عدن، فقد أكد نائب المحافظ، نايف البكري أن عدد القتلى وسط الحوثيين جراء الغارة التي شنتها طائرات التحالف على مواقعهم أول من أمس ارتفع إلى 59 شخصا، مشيرا إلى أن العدد مرشح بقوة لمواصلة الارتفاع، نسبة لأن عشرات المصابين في حالة خطرة وميؤوس منها. دعم جوي وكانت طائرات التحالف قد أغارت أول من أمس على قاعدة عسكرية تسيطر عليها ميليشيات الحوثي قرب مطار مدينة عدن. وأضاف البكري أن الطائرات الحربية دمرت عددا من مركبات المتمردين ونقاط تفتيش. وعلى صعيد المواجهات الميدانية بين مقاتلي المقاومة الشعبية وميليشيات التمرد الحوثي المسنودة بفلول الرئيس المخلوع علي صالح، فقد حقق الثوار تقدما ملحوظا في عدن، بعد أن توفرت لها أسلحة نوعية. وقامت المقاومة الشعبية بشن هجمات شرسة على مواقع الانقلابيين قرب المطار في خور مكسر، أسفرت عن مقتل 15 متمردا حوثيا، حسب مصادر يمنية. وأكدت مصادر داخل المقاومة الشعبية أن الثوار استفادوا من القصف العنيف الذي شنته طائرات التحالف، حيث استغلت فترة الاضطراب الذي أحدثته الغارات في صفوفهم، وشنت عليهم هجمات مباغتة أفقدتهم القدرة على التصرف، ما دفع أعدادا كبيرة منهم إلى الفرار، وباتت بالتالي تحت مرمى المقاومين الذين أمطروهم بوابل من الرصاص، ما أدى إلى مقتل أعداد كبيرة منهم وإصابة آخرين، فضلا عن العشرات الذين استسلموا للمقاومة الشعبية بكامل أسلحتهم وعتادهم. وأضافت المصادر أن المقاومة قطعت طريق إمداد رئيسيا للحوثيين في منطقة مدائن عدن، بعد معارك طاحنة سقط خلالها قتلى وجرحى من الحوثيين. مشيرة إلى أن الثوار نظموا أنفسهم وتقدموا في جبهة أخرى بمنطقة جعولة بعد انضمام مجموعة من العسكريين الذين أعلنوا ولاءهم للشرعية، مؤكدة أن القائد العسكري فضل حسن العمري بدأ بالإشراف على هذه الجبهة بالإضافة إلى مناطق أخرى. أسلحة نوعية وقال نائب محافظ عدن، نايف البكري، إن غارات التحالف أمس دمرت آليات ونقاط تفتيش لقوات جماعة الحوثي وصالح في شمال وشمال شرقي عدن، مؤكدا مقتل العشرات من أفراد تلك القوات في الغارات والاشتباكات التي وقعت أمس بعدن. وأكد البكري أن المقاومة الشعبية في عدن حصلت على أسلحة نوعية. وفي محافظة لحج، جنوبي اليمن، اندلعت اشتباكات بين المقاومة الشعبية ومسلحي الحوثي قرب قاعدة العند، أدت إلى مقتل عدد من الحوثيين وأسر آخرين. كما قتل مدنيان على الأقل في قصف عشوائي لميليشيات الحوثي وقوات موالية للمخلوع صالح، استهدف مناطق عدة في محافظة الضالع، كما أدى القصف إلى احتراق وتضرر عشرات المنازل. وتزامن القصف مع تجدد الاشتباكات بين المقاومة والمتمردين في المدينة. وأكدت مصادر محلية وصول تعزيزات كبيرة للحوثيين، بما فيها دبابات وآليات عسكرية. كما استهدفت المقاومة الشعبية في منطقة طلعة الميه بحلحلان دورية عسكرية تابعة للحوثيين، ما أدى إلى احتراق الدورية ومقتل ستة من أفرادها. وفي تعز، جنوب اليمن، قتل 11 من مسلحي الحوثي وأصيب تسعة آخرون في هجوم استهدفهم قرب معسكر قوات الأمن الخاصة أما في شبوة، فقد قتل 13 من مسلحي الحوثي، وأصيب آخرون في مواجهات بمنطقة النقبة. كما قتل تسعة وأصيب 11 آخرون في هجوم استهدفهم قرب معسكر قوات الأمن الخاصة في تعز، بينما انسحبت ميليشيا الحوثي وقوات موالية للرئيس المخلوع من منطقة حيان في شبوة. .. وتقرير دولي: مقتل مدنيين بمضادات الحوثيين الأرضية أكدت منظمة العفو الدولية التابعة للأمم المتحدة أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في العاصمة صنعاء، جراء نيران المدافع المضادة للطائرات التي تطلقها عناصر ميليشيا الحوثي المسلحة لمحاولة استهداف طائرات التحالف، مشيرة إلى أن تلك المضادات تنفجر عقب سقوطها في المناطق الآهلة بالسكان، وتتسبب في مقتل بعض المدنيين وتشويه البعض الآخر منهم. وأضافت المنظمة في بيان على موقعها في شبكة الإنترنت "خلال رحلة استمرت أسبوعا إلى العاصمة اليمنية، تحدث مندوبو المنظمة مع السكان وأفراد الأطقم الطبية العاملة في تسعة من مستشفيات المدينة، الذين أكدوا بدورهم أن المدافع المضادة للطائرات هي السبب الأول لوقوع خسائر في الأرواح داخل صنعاء. وقالت كبير مستشاري شؤون الأزمات بمنظمة العفو الدولية، لما فقيه، نقلا عن أحد أطباء مستشفى الثورة الذي يُعد أحد أكبر المستشفيات الحكومية في صنعاء، إن الغالبية الساحقة من المرضى المصابين في الحرب (حوالي 90% منهم) يتم إدخالهم جراء إصابتهم بنيران المدافع المضادة للطائرات. مشيرا إلى أنه قبيل الإعلان عن الهدنة الماضية، تم إدخال ما بين 17 و23 مريضاً إلى المستشفى يوميا لحقت بهم إصابات من هذا القبيل. كما أكد طبيب آخر أن غالبية المصابين البالغ عددهم 1024 جريحاً قد عولجوا من إصابات ناجمة عن المدافع المضادة للطائرات أثناء الشهر الأول من عمر النزاع. وهذا ما أكده أيضاً عناصر المستشفى السعودي الألماني ومستشفى المؤيد الحديث، حيث أخبر أحد الأطباء المنظمة الدولية أن غالبية الجرحى الذين تلقوا العلاج كانوا من النساء والأطفال عقب إصابتهم بشظايا ناجمة عن قذائف مضادات الطائرات. والتقت منظمة العفو الدولية مع والديّ طفل قُتل وأربعة مدنيين جُرحوا بنيران مضادات الطائرات، بما في ذلك طفل في التاسعة من عمره كسرت ساقه بعد أن أصابته شظايا في البطن والفخذ والقدم. ويظهر أن ميليشيا الحوثي المسلحة تستخدم ذخائر مضادة للطيران تنفجر لدى اصطدامها بالأرض عقب سقوطها، كونها من الطراز المزود بصاعق التفجير الذي ينطلق بمجرد الاصطدام بجسم ما، كما تسيء ميليشيا الحوثي استخدام الذخائر التي تنفجر في الهواء. وتسبب ذلك في مقتل المدنيين وتشويههم، ما يعد مخالفا لأحكام القانون الدولي. وتصمم ذخائر مضادات الطائرات التي تنفجر في الهواء بحيث تنفجر عقب تحليقها، بما يقلص من حجم الإصابات في صفوف المدنيين. ويظهر شريط فيديو صور في صنعاء بتاريخ 20 مايو الماضي أن ميليشيات الحوثي تستخدم أحيانا الذخائر من النوع الذي ينفجر في الهواء عقب تحليقه.