رغم إيهام المتلقين بدقة المعلومات التي تتضمنها بيانات داعش الإعلامية إلا أن مغالطاتها باتت مكشوفة، خصوصا بعد البيان الإعلامي الذي أصدره التنظيم عقب تفجير مسجد القديح يوم الجمعة الماضي، ونسب العملية الإرهابية لأحد الأسماء التي هلكت في عمليات سابقة. واستدرك التنظيم في البيان الثاني الذي أصدره أمس، عقب المحاولة الفاشلة لتفجير مسجد العنود بحي الدمام، ما وقع فيه في البيان السابق، فبدا البيان مبهما واستخدمت فيه الكنُى، إذ أطلق على منفذ العملية الانتحارية "أبو جندل الجزراوي"، كما أن المعلومات التي نقلت حول نتائج العملية الانتحارية كانت مبنية فيما يظهر على توقعات، إذ أشير في البيان إلى أن العملية وصلت إلى هدفها وقتلت وأصابت أعدادا لم يحددها البيان. وحول مغالطات بيانات داعش الإعلامية، علق رئيس قسم الصحافة والنشر الإلكتروني بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام الدكتور ناصر البراق، قائلا إن هشاشة الخطاب الإعلامي لتنظيم داعش يعود إلى أنه تنظيم دموي متعطش للدماء، وهو بذلك يهتم بكل ما يقود إلى القتل وما يبرره إعلاميا. وأضاف البراق أن المغالطات التي حملها البيان الذي تبناه داعش بعد حادثة مسجد القديح يشير إلى أن الخطاب الإعلامي إما أنه منفصل عن قيادة التنظيم ويعد من قبل أشخاص لا علاقة لهم بقيادة التنظيم وخططه، أو أنه خطاب قائم على المغالطات المقصودة لتضليل الرأي العام. ورجح البراق انفصال الخطاب الإعلامي عن قيادة التنظيم، ما يشير إلى وجود فجوة بين القيادة ومعدي البيان، ولذلك انكشفت مغالطاته بعد إعلان الداخلية السعودية عن هوية منفذ العملية، خلاف ما أعلن عنه في البيان الأول، ولذلك فإن البيان الثاني الذي صدر أمس جاء مختلفا عن سابقه، إذ اكتفى بالإشارة إلى الحادثة الإرهابية بطريقة مبهمة ثم اكتفى بكنية للإشارة إلى منفذ العملية، من دون ذكر اسمه، خشية الوقوع فيما وقع فيه التنظيم من مغالطات خلال البيان السابق الذي ذكر فيه اسما زعم أنه منفذ العملية وكشفت التحقيقات عن اسم آخر. وأشار البراق إلى أن التنظيمات الإرهابية عادة تولي الخطاب الإعلامي عناية تامة وتعتبره جزءا من عملياتها الإرهابية ومنها تنظيم القاعدة الذي كان يجيد حبكة الخطاب الإعلامي، وغالبا ما تكون بياناته بعد العمليات الإرهابية تحمل معلومات مخطط لها، أما داعش فهو يفتقر للتخطيط والتنظيم في بياناته التي تُكشف مغالطاتها بسهولة.