اختتم الصالون النسائي في النادي الأدبي في جدة موسمه الثقافي عبر تحليل فنيات أسلوب نص البردة الشريفة للإمام محمد سعيد حماد الصنهاجي البوصيري في القرن السادس الهجري، التي قدمتها الأستاذة المساعدة بقسم اللغة العربية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة الدكتورة دلال بخش. المرحلة التي برزت فيها البردة وصفها المحللون بأنها "عصر الانحطاط"، إلا أن البردة كما تؤكد الدكتورة بخش تصدت لهذه التهمة وجاءت بخلاف ذلك التصور. مقدمتان رسمتا ملامح ورقة دلال فتقول "البوصيري كان في بداية حياته مقربا من السلاطين يصفهم بألفاظ لطيفة، ويهجو أعداءهم بأقذع الألفاظ، ونظم قصائد عدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، كالقصيدة المضرية والهمزية"، وتضيف أنه أصيب بالفالج، ففكر أن ينظم قصيدة تشتمل على شمائل النبي فكتب القصيدة الشهيرة "البردة" في ليلة واحدة وهي تشمل 190 بيتا. تحليل نص البردة كان المقدمة الثانية حيث ناقشت مستوى أبياتها من حيث مستوى لغاتها الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية والمعجمية والسياقات الدينية والتاريخية والاجتماعية، وكذلك التناص مع الآيات القرآنية والأحاديث السنية. سبع درر لغوية وبلاغية وقفت عليها دلال في تحليلها سمات قصيدة "البردة"، الأولى أن الناظم نظم قصيدة بحيث يصبح النص مخاطبا كأنه بردة يهديه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فتفي بجوانبه الخلقية والخَلقية والبشرية وفوق البشرية من إعجاز وغيره، وجاء ذلك في "وشد من سغب أحشاءه وطوى/ تحت الحجارة كشحا مترف الأدم.. وراودته الجبال الشم من ذهب/ عن نفسه فأراها أيما شمم". أما الدرة الثانية التي جاءت في سياق تحليل القصيدة فهي آلية الترقي بمراتب النفس لتحصيل شيء من الأخلاق النبوية وآلية الاتصال بكوكبه الدري في الكون. والدرة الثالثة كانت في تقريب المعاني والدلالات عبر إضفاء المحسوسات على المدركات معنويا. فيما كانت الدرة الرابعة تتمحور في معجزاته صلى الله عليه وسلم منذ ولادته والإعجاز الذي يرافقه قبل وبعد النبوة من حنين الجذع وانشقاق القمر ومخاطبة الحيوانات، والخامسة في إعجاز القرآن الكريم وهو معجزة النبي الكبرى. أما الدرة السادسة في تفصيل رحلة الإسراء والمعراج وكيف استطاعت اللغة أن تختزل ذلك، وبشأن الدرة السابعة فهي فضيلته الكبرى وشفاعته يوم المحشر وتفصيلات حول أنواع الشفاعة وخصوصيتها بعد عموميتها.