بالدموع والدعاء، شيعت جموع غفيرة من أهالي المنطقة الشرقية ومن خارجها أمس، جثامين 21 شهيدا من ضحايا حادث تفجير القديح، إلى مثواهم بمقبرة القديح. ومن وسط محافظة القطيف إلى بلدة القديح بدأت انطلاقة التشييع بوصول جنائز الشهداء متتابعة بعد غسلها إلى ساحة سوق الخميس التي أعدت لتكون موقعا للصلاة على الجنائز قبل تشييعها إلى مقبرة القديح التي شهدت توافد حشود المشيعين عقب صلاة العصر، واكتظ موقع التشييع بالورود والرياحين ولافتات تدعو إلى اللحمة الوطنية ونبذ الطائفية. وبعد اكتمال وصول كل الجاثمين اصطف آلاف المصلين خلفها وكبر الشيخ عباس العنكي آماً المصلين، لتنقل بعد ذلك الجثامين إلى مقبرة القديح وووريت الثرى. إلى ذلك التقت "الوطن" عددا من أهالي الشهداء، وقال والد الطفل حيدر جاسم المقيلي: ها أنا أحمل طفلي فرحتي الأولى إلى مثواه بمقبرة القديح، والحمد لله أن جعل طفلي ذا السنوات الخمس عنوانا لإدانة مرتكبي الجريمة ومن يقف خلفهم وسيبقى طفلي حيدر مخلدا ذكراه وشاهدا على رداءة الفكر التكفيري، كما يعري خطاب التحريض ومن يقف خلفه. كما التقت "الوطن" بتقى زوجة الشهيد سعيد إسماعيل أحمد الغزوي، التي تيتمت إثر حادثة حريق القديح قبل 16 سنة، وترملت الآن في حادثة التفجير، وقالت: هذا اليوم هو يوم الوداع الأخير وليس بجديد علي ودعت أمي وأنا طفلة صغيرة ذات سبع سنوات في حادثة أليمة، وها هم ابناي عبدالله وحسين ورثا مني اليتم يودعان أباهم وهما لا يزالان في أولى سنوات عمرهما، وآخر ما سيبقى لهما من ذكرى من أبيهم الشهيد هي قبل الوداع الأخير، سائلة الله أن يعينها على تحمل مسؤولية تربيتهما، وأن يجمعهم بزوجها في جنات النعيم.