قدّم المواطنون في محافظة القطيف ردهم على الإرهاب بإقامة صلاتيْ المغرب والعشاء جماعة مساء أمس في مسجد الإمام علي ببلدة القديح. وأمّ الشيخ عباس العنكي المُصلين الذين تجمعوا من مدن كثيرة في المنطقة الشرقية. وأقيمت الفريضتان في طمأنينة تامّة، بعد تطوّع مجموعة من المواطنين في حراسة المسجد ومراقبة المارّة من الخارج. وقال رئيس لجنة شؤون الشهداء المقدم متقاعد عبدالله إبراهيم الحصار ل «الشرق» إن الأهالي أصرّوا على أن يقدّموا ردهم الحقيقي على الإرهاب بإقامة الصلاة في المسجد نفسه. وأضاف: ليس لدينا أيّ ردّ على الإجرام والمجرمين إلا بالصلاة والثقة في الله، ثم في وطننا وفي قيادتنا، وفي شركائنا في الوطن من جميع الطوائف. وأكد أن ما حدث لن يفرّق أبناء الوطن الواحد ولن يخدش شيئاً من تكاتفنا ضدّ الإرهاب والإرهابيين. وأضاف الحصار أن عدداً كبيراً من المتطوعين انبروا لإزالة آثار العدوان الإرهابي، وتنظيف المسجد وإعادة فرشه بشكل مؤقت ليستعيد وظيفته، ويؤدّي الناس فيه فروضهم. وأضاف أن العمل استمرّ على مدى ساعات بالتعاون مع بلدية البلدة والدفاع المدني في المحافظة للتأكد من سلامة المبنى قبل إعادة استخدامه. وقد أقيمت أول الفروض في أمان تام، ولله الحمد، بفضل جهود الجميع. في اتجاه آخر؛ أعلنت اللجنة المشرفة على غسل وتجهيز جنائز شهداء مجزرة مسجد الإمام علي بالقديح في محافظة القطيف، بأن 90 متطوعاً من مختلف أنحاء محافظة القطيف سيشاركون في تغسيل وتجهيز وتكفيين جثامين الشهداء ال 21 ، فيما سيكون التشييع الساعة 3 عصر الإثنين انطلاقاً من جوار سوق الخميس الشعبي غرب مدينة القطيف باتجاه مقبرة بلدة القديح ليواروا الثرى إلى مثواهم الأخير. وأوضح عضو اللجنة المشكلة لتجهيز الجنائز في القديح حسن العبدالرزاق، بأن الجثامين سيتم توزيعها على 11 مغتسلا في القديح والقطيف والعوامية وأم الحمام والجارودية والملاحة والجش، وسيرافق الجثمامين 14 متخصصاً طبياً للتعامل مع الجروح التي تعرضت لها أجساد الشهداء. وأشار إلى أنه تم حفر قبر جماعي في مقبرة البلدة لجميع الشهداء، وعلى امتداد القبر لحد مخصص لكل شهيد، مبيناً بأن اللجنة أنهت كامل استعداداتها للتعامل مع الحدث بعد سلسلة اجتماعات مع المتطوعين والعالمين في شؤون الموتى بالمحافظة. ولفت إلى أن تجهيز الجنازة الواحدة قد يختلف من شهيد إلى آخر بحسب نوعية الإصابات التي تعرض لها، وقد يستغرق ساعتين في حال وجود إصابات حرجة.