رسمت النتائج التي خلصت إليها وزارة الداخلية في إطار تعقبها للتفجير الانتحاري الذي ضرب مسجد علي بن أبي طالب في القديح، ملامح علاقة مفترضة بين تنظيم داعش الذي ثبتت مسؤوليته عن العملية، وبين حزب الله وإيران، والذين يشتبه بتورطهما في المحاولة الفاشلة لإدخال كميات كبيرة من مادة الRDX المتفجرة إلى الأراضي السعودية عبر مملكة البحرين. وخلال 24 ساعة فقط، تمكنت وزارة الداخلية السعودية من كشف هوية انتحاري القديح، ويدعى صالح عبد الرحمن القشعمي، "والده موقوف منذ فترة"، وهو خلاف الاسم الذي روج له تنظيم داعش في إعلانه تبني العملية. وكشف المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن الأجهزة المختصة ثبت لديها أن المادة المستخدمة في تصنيع الحزام الناسف هي مادة الRDX، وهي المادة ذاتها التي أحبطت القوات الأمنية ومصلحة الجمارك تهريب كميات منها عبر جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين. اللواء منصور التركي لم يستبعد أن تكون هناك علاقة بين محاولة إدخال تلك المادة من البحرين وبين تفجير القديح، إذ أوضح أن التحقيقات التي جرت مع الموقوفين آنذاك كشفت عن تمكن بعض العناصر من إدخال كميات مهربة إلى داخل الأراضي السعودية، وزرعها في بعض المواقع، لاستلامها من بعض الموجودين في الداخل. وكانت الأجهزة الأمنية البحرينية دهمت كثيرا من المواقع في أعقاب محاولة تهريب مادة الRDX شديدة الانفجار، وضبطت في أوكار الإرهابيين شرائح اتصالات إيرانية وأعلاما تتبع ميليشيا حزب الله، وهو ما يعزز من وجود علاقة محتملة بين الأطراف الثلاثة في عملية استهداف أراضي المملكة. وحيال إمكانية أن تكون تلك العلاقة قائمة علق اللواء التركي ل"الوطن" على ذلك بقوله "الاحتمال قائم.. ولكننا ننتظر نتائج التحقيقات الجارية في القضيتين". منفذ عملية القديح هو من الخلية الإرهابية ذاتها التي أعلنت السلطات السعودية في رجب الماضي القبض على 26 من عناصرها، وكانت تخطط لتنفيذ عمل إرهابي بهدف إثارة الفتنة الطائفية بين مكونات المجتمع السعودي، وهي الخلية المسؤولة كذلك عن إطلاق النار على دورية تابعة لأمن المنشآت مكلفة بحراسة مباني الخزن الاستراتيجي في الرياض قبل نحو أسبوعين، والتي نفذت عمليتها في اليوم نفسه الذي أحبطت فيه القوات الأمنية تهريب مادة الRDX من مملكة البحرين. وأعلنت وزارة الداخلية أمس عن إلقائها القبض على الأشخاص الخمسة المتورطين في استهداف دورية أمن المنشآت الذي نتج عنه استشهاد قائدها الجندي ماجد عائض الغامدي. وقال بيان الداخلية إن الموقوفين الخمسة أقروا بجريمتهم والتمثيل بجثة قائد الدورية عبر إشعال النار فيها، وهم: "عبدالملك فهد عبدالرحمن البعادي، محمد خالد سعود العصيمي، عبدالله سعد عبدالله الشنيبر، محمد عبدالرحمن طويرش الطويرش، محمد عبدالله محمد الخميس". وأكد بيان وزارة الداخلية أنه ضبط بحوزة الموقوفين الخمسة رشاشين من نوع كلاشينكوف ضبطا داخل مزرعة بمحافظة القصب، وأثبتت المضاهاة والفحوص الفنية لهما بمعامل الأدلة الجنائية أنهما السلاحان المستخدمان في الجريمة، كما تم ضبط ثلاث رشاشات مع 14 مخزنا لها، إضافة إلى خمس بنادق، وتسعة مسدسات، و12 مخزنا لها، وأسلحة بيضاء. ومن بين المضبوطات التي عثر عليها بحوزة مرتكبي جريمة استهداف دورية الخزن الاستراتيجي 230 كيلو جراما من مادتي نترات الألمنيوم ونترات البوتاسيوم التي تدخل في صناعة الخلائط المتفجرة. كما أعلنت وزارة الداخلية كذلك عن 21 اسما يمثلون بقية أفراد الخلية التي تم تفكيكها أواخر رجب الماضي، من بينهم ثلاثة صغار في السن لا يتجاوز عمر أكبرهم 16 عاما، وتمثلت أدوارهم ب"تبني فكر تنظيم داعش الإرهابي والدعاية له وتجنيد الأتباع خاصةً صغار السن، وجمع الأموال لتمويل عملياتهم، ورصد تحركات رجال أمن وعدد من المواقع الحيوية، والتستر على المطلوبين أمنياً وتوفير المأوى لهم ومن ضمنهم منفذ العملية الانتحارية ببلدة القديح الذي ظهر أن الموقوف عصام سليمان محمد الداود كان يؤويه". وأكدت وزارة الداخلية السعودية أن تلك الأعمال الإرهابية التي تستهدف المصلين ودور العبادة والمواطنين الشرفاء نفذت بأدوات تدار بأيد خارجية هدفها شق وحدة المجتمع وجره إلى فتنة طائفية، مبينة أن استنكار المجتمع السعودي بكل فئاته لهذه الجريمة النكراء ووقوفه صفا واحدا ضد هذا العمل الجبان يقول لهؤلاء: خبتم وخاب مسعاكم. الإرهابي القشعمي صالح بن عبدالرحمن صالح القشعمي "سعودي" ينتمي إلى خلية إرهابية داخلية تتلقى توجيهات من تنظيم داعش في الخارج. قبضت الجهات الأمنية على 26 مطلوبا ينتمون إلى الخلية. فجر نفسه بمادة آر.دي.إكس. تستر عليه وآواه الموقوف عصام سليمان محمد الداوود.