اعتمد مجلس وزراء الإعلام العرب أمس بنهاية فعاليات دورته ال46، بجامعة الدول العربية بالقاهرة، المحور الفكري الذي تقدمت به الإمارات العربية المتحدة حول "دور الإعلام في نشر قيم التسامح ومكافحة التطرف والإرهاب". وأكد المجلس برئاسة المدير العام للمجلس الوطني للإعلام في دولة الإمارات إبراهيم العابد على أهمية دور وسائل الإعلام العربية في نشر ثقافة التسامح ومكافحة التطرف في إطار استراتيجية إعلامية شاملة، تتضمن توظيف وسائل الإعلام التقليدية والحديثة لبناء رأي عام مساند لقيم التسامح نظريا وتطبيقيا على مستوى الأفراد والجماعات. ووافق المجلس في قراراته الختامية على أن يكون يوم 21 أبريل من كل عام يوما للإعلام العربي تقديرا لدور الإعلاميين والإعلام العربي. وفيما يتعلق بالاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب، وافق الوزراء على الخطة المرحلية لتنفيذها وتكليف الأمانة العامة للجامعة العربية بالتعاون والتنسيق مع جامعة "نايف العربية للعلوم الأمنية" بمتابعة تنفيذها على مدار خمس سنوات تبدأ من عام 2016. ودعا المجلس الجامعات والمؤسسات العلمية المتخصصة إلى تنظيم فعاليات وإعداد مشاريع ضمن الاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمواجهة ظاهرة الإرهاب. في سياق متصل، وحول البند الخاص باللجنة العربية للإعلام الإلكتروني اعتمد المجلس المقترح المقدم من المملكة العربية السعودية لتفعيل وتطوير عمل اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني، وعقد اجتماعا استثنائيا للجنة لبحث تنفيذ هذا المقترح وحث الدول العربية على أهمية وضرورة المشاركة في اجتماعات اللجنة وتنفيذ التوصيات الصادرة عنها.ووافق المجلس على اعتماد الدراسة الخاصة بإنشاء راديو وتلفزيون جامعة الدول العربية على شبكة الإنترنت. وبشأن المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية "عرب سات"، قرر المجلس تشكيل فريق عمل من الدول الأعضاء فضلا عن دعوة مؤسسة "عرب سات" إلى المشاركة في عمل الفريق بهدف وضع الإجراءات والخطوات اللازمة من النواحي الفنية والتشريعية والقانونية، لوقف بث القنوات الفضائية التي تسيء إلى أي دولة من الأعضاء وتتدخل في الشؤون الداخلية لها وتثير الفرقة والطائفية وتحرض على الإرهاب عبر منظومة "عرب سات". كما طلب المجلس من وزارات الإعلام والجهات المعنية بالإعلام في الدول العربية والقنوات الفضائية العربية والإعلاميين والصحفيين العرب، بالعمل على تفعيل ما جاء بميثاق الشرف الإعلامي العربي من مبادئ وأهداف تكرس الالتزام بالأمانة والموضوعية وتحري الدقة والمصداقية، فيما يبثه الإعلام العربي بكل أشكاله، من بيانات ومعلومات وأخبار وضرورة الحصول عليها من مصادرها الأساسية. كما اعتمد المجلس المشاريع المقدمة كافة من الأمانة العامة واعتبارها من مشاريع خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج فنيا وماليا، وتكليف الأمانة العامة بمتابعة تنفيذها مع رفع تقرير نصف سنوي بما تم إنجازه إلى المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب في دور انعقاده العادي.وكلف المجلس الوزاري اتحاد إذاعات الدول العربية بالتكثيف النوعي للتبادل الإخباري والبرامجي مع الدول غير العربية كجزء من آلية التواصل بين الإعلام العربي والإعلام الدولي. وعلى صعيد القضية الفلسطينية، أكد مجلس وزراء الإعلام العرب على ضرورة إبقاء القضية الفلسطينية عموما وقضية القدس والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، خصوصا حية في عقول وقلوب العرب والمسلمين، من خلال برامج التوعية الإعلامية وفق سياسة إعلامية عربية متواصلة. ودعا المجلس وزارات الإعلام والجهات المعنية بالإعلام في الدول الأعضاء إلى تعزيز البرامج والمشاريع الخاصة بدعم القدس، كما دعا وسائل الإعلام إلى تخصيص أسبوع لدعم القدس ومواطنيها وتوضيح ما تتعرض له المدينة المقدسة من أخطار التهويد وتغيير طابعها التاريخي والسكاني. كما طالب المجلس بالعمل على حشد الرأي العام العالمي لمناهضة الإجراءات والسياسات الإسرائيلية في المدينة المقدسة، ونوايا إسرائيل تجاه المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية.