شكّلت مدينتا إب وذمار اليمنيتين نموذجاً فريداً وموحداً للمقاومة الشعبية الرافضة للانقلاب، تمثل في نصب الكمائن واستهداف التعزيزات التي يستقدمها الحوثيون وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، لخوض معارك ضد اليمنيين في المحافظات الجنوبية. المدينتان اللتان تقعان وسط اليمن، وتربطان شماله بجنوبه، كانتا ولا تزالان، أيقونة للنضال الوطني، حيث قصم أبناؤها ظهور الانقلابيين الذين عجزوا عن تسيير أرتالهم العسكرية، ونالتهم ضربات موجعة بقذائف المقاومة الشعبية. وتمر إمدادات ميليشيات الحوثيين وصالح عبر محافظتي إب وذمار، لكي تصل إلى الجبهات المُشتعلة في محافظات تعز، ولحج، وعدن، والضالع، لكن هذا الطموح غالباً لا يتحقق لهم بسبب استهداف المقاومة الشعبية لتلك التعزيزات واغتنامها أو إعطابها أو على الأقل إجبارها على العودة من حيث أتت. وعلى الرغم من القبضة الأمنية الحديدية لميليشيات الحوثي على أبناء المدينتين، فقد تمكن أبناؤهما من ابتكار وسائل عديدة للمقاومة، منها استهداف تعزيزاتهم العسكرية، وتنفيذ هجمات مباغتة على مواقع ونقاط تفتيش تابعة لهم، ومنازل تتبع قياداتهم، وهو ما أدى إلى تراجع انتشارهم في المدينتين، تحسبا لأي هجمات قد ينفذها رجال المقاومة الشعبية. وأفاد مصدر وسط الثوار في بمحافظة إب بأن ما يقارب 20 كميناً نفذوه، خلال الأسبوعين الأخيرين فقط، ضد تعزيزات ميليشيات الحوثي وصالح، وأثناء مرورها من الطريق الرئيس بالمحافظة متجهة إلى تعز وعدن. وأدت تلك الكمائن، حسب المصدر الذي تحدث إلى "الوطن"، إلى مقتل أكثر من 45 شخصاً من مسلحي الحوثي، وإصابة العشرات، إضافة إلى إعطاب وإحراق عدد من الأطقم والآليات العسكرية. وكان آخر تلك العمليات، تنفيذ رجال المقاومة الشعبية، أول من أمس الثلاثاء، لكمين استهدف رتلاً عسكرياً بمديرية القاعدة القريبة من محافظة تعز، وأسفرت العملية عن سقوط خمسة قتلى وجرح ستة آخرين، وتدمير عدد من المعدات والأطقم العسكرية التابعة للميليشيا الانقلابية. وفي محافظة ذمار، قدّم قيادي في المقاومة الشعبية إلى "الوطن" إحصاء عن الهجمات التي قام بها رجال المقاومة خلال الأسبوعين الأخيرين فقط. وقال القيادي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إنهم نفذوا ستة كمائن طالت تعزيزات للحوثيين، وتسع هجمات على نقاط تفتيش تابعة لهم في المدينة، وعشر عمليات هجومية على مقرات ومنازل قيادات حوثية، وعمليتين استهدفتا دوريات للانقلابيين كانت منتشرة داخل المدينة وتم إعطابها. ووفقاً للقيادي فإن عمليات استهداف الأرتال العسكرية التابعة للحوثيين، غالباً ما تتم أثناء مرورها في وادي جهران، الممتد في الطريق "نقيل يسلح" مروراً بمنطقة "معبر" وحتى الوصول إلى قرب المدينة. كما أن عمليات أخرى يتم تنفيذها في مديريات "آنس"، وهي المنار، وجبل الشرق، وضوران، وعمليات في مدينة ذمار نفسها. وكانت آخر عمليات المقاومة الشعبية في ذمار، هي تنفيذها لهجومين منفصلين في وقت واحد، استهدف الهجوم الأول منزلاً للقيادي الحوثي صالح ناصر العفيري الذي حولوه إلى مقر تابع لهم، فيما استهدف الهجوم الثاني مخزن أسلحة في قرية غربان بمديرية المنار، ونجم عن الحادثتين قتلى وجرحى من الحوثيين.