أكدت مصادر مطلعة داخل مدينة المكلا أن عناصر تنظيم القاعدة المنتشرين في المدينة تمكنوا أمس من أسر 36 جنديا حكوميا، مشيرة إلى أن الجنود كانوا يرتدون الزي المدني، إلا أن المسؤولين اشتبهوا بأن يكونوا من أنصار المتمردين الحوثيين. وقال المصدر إن عملية الاعتقال تمت عقب وصول الجنود لرصيف المشروع السمكي الرابع والمجاور لميناء المكلا، وأن عمليات التحقيق معهم أسفرت حتى اللحظة عن كشف هوياتهم وتأكيد انتمائهم للسلك العسكري، مضيفا أن نتائج التحقيقات الأولية مع الجنود تُشير إلى أنهم قدموا من أرخبيل جزيرة سقطرى اليمنية الواقعة في المحيط الهندي على بعد 350 كيلومترا جنوب شبه الجزيرة العربية. وكانت جماعة أنصار الشريعة نفذت الأسبوع الماضي عملية تمشيط واسعة النطاق في أحياء منطقة فوة وديس المكلا بحثا عن متمردين حوثيين، وذلك بعد انتشار إشاعات عن دخول متمردين حوثيين إلى المدينة، وتشكيلهم خلايا نائمة، في انتظار إشارة التحرك من قياداتها لتنفيذ أعمال إرهابية في المدينة. وشاركت في العملية أعداد كبيرة من المتشددين واستمرت لأوقات طويلة، حيث شوهد عناصر التنظيم وهم يقتادون عددا من المشتبه فيهم، وأعلنوا تمكنهم من اعتقال خلية موالية للحوثيين في أحد المطاعم الشعبية بديس المكلا. وتأتي هذه العملية عقب إشاعات عن دخول كميات من الأسلحة إلى المكلا قادمة من محافظة المهرة، من دون أن تُحدد تلك المعلومات هوية الجهة التي تسلمت تلك الأسلحة. وكان مصدر أهلي بالمدينة قال إن نقطة تفتيش أقامها عناصر أنصار الشريعة خارج المُكلا استطاعت قبل أيام تدمير شاحنتين تحملان سلاح كانتا تريدان الدخول للمكلا قادمتين من اتجاه محافظة شبوة. من جهة أخرى، تحاول جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، لملمة جراحها والاستفاقة من هول خسارة الضربات التي تعرضت لها أخيرا في المكلا، وأسفرت عن مقتل عدد لا بأس من كبار قياداتها، حتى تلقت ضربة أخرى، لكن هذه المرة في محافظة شبوة وتحديدا في مديرية حبان، حيث تحدث مصدر قبلي عن وقوع ضربة صاروخية نفذتها غارة جوية استهدفت سيارة كانت تقل عددا من أفراد القاعدة. ووقعت الضربة في ساعة باكرة من فجر أمس، بينما كانت السيارة المستهدفة تسير في منطقة "خبر لقموش" ذات التضاريس الجبلية الوعرة وأن جميع من كان في المركبة لقوا حتفهم. ولم يتم التعرف بعد عن هوية المستهدفين وعددهم. على صعيد آخر، وبالاتجاه غربا صوب المناطق الملتهبة عسكريا، أكدت مصادر إعلامية في العاصمة الجنوبيةعدن، تجدد المواجهات العسكرية بشكل أكبر بالقرب من حي المدارة شرق عدن، لتمتد على طول خط الواصل إلى منطقة العريش. إلى ذلك، أصدر المجلس العسكري للمقاومة الجنوبية في المنطقة الوسطى بمحافظة أبين بيانا صحفيا نفى فيه صحة ما نشرته بعض وسائل الإعلام من أنباء عن سيطرة ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح على منطقة "الخديرة" والتقدم صوب منطقة "الوضيع" مسقط رأس الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي. وقال المجلس العسكري في بيانه الذي وزعه على وسائل الإعلام إن تلك الأنباء كان الغرض منها تشتيت عناصر المقاومة الجنوبية بهدف النيل من عزيمة المقاومين والمرابطين في الجبهات، مؤكدا أن أبطال المقاومة في المنطقة الوسطى لا يزالون صامدين في مواقعهم ولن يسمحوا للمتمردين بالتقدم قيد أنملة.