فيما أكدت الرباط أول من أمس أنها لم تفقد الأمل في العثور على قائد المقاتلة المغربية، التي تحطمت في اليمن الأسبوع الماضي، على قيد الحياة، مشددة على عدم وجود أي دليل قاطع يدعم فرضية وفاته، استبعدت مصادر يمنية أن يكون الطيار وقع بأيدي المتمردين الحوثيين، مشيرة إلى أن مصيره لن يخرج عن احتمالين، وفاته، أو أن يكون نجا واحتمى ببعض قبائل المنطقة التي تتكتم على وجوده، في انتظار فرصة لإخراجه من اليمن. وكان المتمردون الحوثيون في اليمن أعلنوا الإثنين الماضي أن الطيار لقي حتفه، وعرضوا جثة وسط حطام الطائرة، إلا أن القوات المسلحة المغربية قالت في بيان رسمي إنه لم يتوافر أي دليل قاطع يدعم فرضية وفاة ربان الطائرة المقاتلة. وأن تحليل الصور التي أوردتها مواقع إنترنت وشبكات اجتماعية أظهر أن الأمر يمكن أن يتعلق بصور مركبة. وتابع البيان بالقول "عمليات البحث بمختلف الوسائل لا تزال متواصلة، وفي غياب أدلة مادية ملموسة، فإن الأمل في العثور على الربان حيا يظل شاغلنا الأساسي". واستبعد مدير تحرير موقع المصدر أون لاين، يوسف عجلان، أن يكون الطيار المغربي، ياسين بحتي، أسر بأيدي المتمردين الحوثيين أو أي من الكيانات المتحالفة معهم، وقال في تصريحات إلى "الوطن": "المتمردون يبحثون عن أي نصر معنوي، لا سيما في ظل الخسائر الجسيمة التي لحقت بهم جراء قصف طائرات التحالف لهم، والضربات الموجعة التي تلقوها على أيدي مقاتلي المقاومة الشعبية، وهي خسائر بلغت حتى الآن مئات القتلى وآلاف الجرحى، إضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية التي دمرتها عمليتا عاصفة الحزم، وإعادة الأمل، ولو كان الطيار المغربي في قبضتهم لما تأخروا ساعة واحدة في إظهاره على وسائل الإعلام، ولتاجروا بحياته، لرفع الروح المعنوية المنهارة لجنودهم، ولحاولوا المساومة به، والحصول على مكاسب ميدانية". وأضاف "هذه الهزائم دفعت المتمردين في وقت سابق لفبركة الحقائق، حيث أتوا بجثث لبعض قتلاهم ووضعوها أمام حطام طائراتهم التي دمرتها عاصفة الحزم، وزعموا أنها لبعض الطيارين المشاركين في العاصفة، وهي محاولة ساذجة جعلتهم أضحوكة أمام الآخرين، ولو كان الطيار المغربي بحوزتهم كانوا سيعلنون الأمر ويقدمونه على شاشات الفضائيات المتعاونة معهم". ومضى عجلان بالقول "مصير الطيار المغربي ينحصر في احتمالين لا ثالث لهما، إما أنه قتل ولقي حتفه جراء سقوط طائراته، أو أنه تمكن من النجاة، ومن ثم قام بالاحتماء بأي من قبائل المنطقة المناوئة للحوثيين، وهي كثيرة، وأن الجهة التي احتمى بها تحفظت عليه، ووفرت له الحماية اللازمة، تمهيدا لإخراجه من البلاد". وكان المتحدث باسم التحالف، العميد الركن أحمد عسيري، أكد أن سقوط المقاتلة المغربية وهي من طراز اف-16 يعود إلى خلل فني أو خطأ بشري، نافيا مزاعم المتمردين بأنهم أسقطوها. وقال "نحن متأكدون تماما أنه لم يتم إسقاطها"، مشيرا إلى أن بحتي كان يتحرك مع طائرات أخرى، لم تسجل أي إطلاق نار من الأرض تجاهها. وكانت عائلة بحتي أعلنت أنها لا تزال تأمل بأن يكون ابنها على قيد الحياة. وقال والده نور الدين بحتي "آمل بان يكون ابني على قيد الحياة وأن يعود إلى وطنه في أسرع وقت".