طالت أعمال العنف التي يواجهها العراق منطقة الأعظمية شمالي بغداد التي شهدت أمس سلسلة من الانتهاكات على يد ميليشيات شيعية، قامت بإحراق مبنى هيئة الاستثمار التابعة للوقف السني بالمنطقة، كما عمدت إلى تكسير زجاج الدور المجاورة وبعض السيارات، غير أن قوة من مكافحة الشغب وصلت إلى المكان وفرضت سيطرتها، وسارع الدفاع المدني إلى إخماد الحريق. ووجه رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، بتطويق "الفتنة" في منطقة الأعظمية، وأمر القوات الأمنية بملاحقة مثيريها. وقالت مصادر إن أشخاصا مجهولين برفقة الزائرين المتجهين إلى الكاظمية أحرقوا مبنى دائرة الاستثمار التابع للوقف السني في الأعظمية عقب اضطرابات، بعد انتشار معلومات عن وجود انتحاري وعبوات ناسفة في الطريق القريب من المبنى. وطالب نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي العبادي بتشكيل فوج من أهالي الأعظمية لحماية مقدساتهم. وقال: في هذه الأيام حيث يستذكر المسلمون استشهاد الإمام الكاظم ما أحوجنا إلى استذكار القيم والمبادئ التي ضحى من أجلها، وجعلها نبراسا لنا في السلوك والتعامل، خاصة مع أبناء الوطن الواحد، مشددا على أن ما حدث أول من أمس في الأعظمية من حرق وتدمير وتكسير واعتداءات على مواطني المدينة من قبل ميليشيات طائفية استغلت مناسبة الزيارة أمر لا يمكن السكوت عنه. وأشار النجيفي إلى أن ذلك الأمر يكشف أن هذه الفئة الخارجة عن القانون ومقومات المواطنة تضمر الشر وسوء النية ليس لأبناء الأعظمية فحسب بل للعراق كله، مطالبا بتشكيل فوج من أهالي الأعظمية لحماية مقدساتهم التي انتهكها هؤلاء الخارجون على القانون.ووصف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أحداث الأعظمية بالمشينة والوقحة. وقال إن هذه الأفعال المشينة الوقحة إنما هي محاولة لتأجيج الفتنة الطائفية والاعتداء على الأبرياء من أهالي مدينة الأعظمية. وأعلن إمام وخطيب جامع الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان الشيخ عبدالجبار عبدالستار في حديث لقناة محلية، أن "الوضع في غاية الخطورة"، وطالب بغلق المدينة لمنع الفتنة، كما كشف أن الميليشيات حاولت مرتين اقتحام جامع الإمام الأعظم قبل أن تصدها الشرطة والجيش.وأكد وزير الداخلية محمد سالم الغبان أن القوات الأمنية اعتقلت "المندسين" الذين حاولوا إثارة الفتنة في الأعظمية، وأن التحقيقات جارية معهم لمعرفة الجهة التي تقف وراءهم، مشيرا إلى أن الأوضاع عادت إلى وضعها الطبيعي.ودعا أبناء الشعب العراقي إلى عدم الانجرار وراء مثيري الفتن، مشددا على أن الوزارة ستتخذ أقصى الإجراءات القانونية بحق مثيريها.