أعلنت مصادر أمنية وأخرى طبية عراقية مقتل أربعة من عناصر الصحوة أمس الجمعة عندما هاجم مسلحون يرتدون بزَّات عسكرية منزل قيادي في هذه القوة التي تقاتل تنظيم القاعدة في محافظة ديالى شمال شرق بغداد. وقال مقدم في شرطة المحافظة إنَّ «مسلحين يرتدون بزَّات عسكريَّة هاجموا منزل خليل العجيلي قائد صحوة الوجيهية شمال بعقوبة وقتلوه إلى جانب أولاده الثلاثة»، مشيراً إلى أن اثنين من أولاده حاولا الهرب من المنزل لكنهم قُتِلُوا في حقل مجاور له». من جانبه، أكد طبيب من مستشفى بعقوبة العام تسلم جثث الضحايا الأربعة. وقُتِلَ خلال الشهر الماضي 17 من عناصر الصحوة التي تأسست لمقاتلة تنظيم القاعدة. وتشكَّلت قوات الصحوة من قِبَل شيوخ عشائر سنيَّة بإشراف القوات الأمريكية لقتال تنظيم القاعدة في أواخر عام 2006، وتمكَّنت من طرد المتطرفين من المناطق التي سيطروا عليها بشكل كامل. وأعلنت الحكومة العراقية في نهاية شهر يناير الماضي رفع مرتبات 41 ألف عنصر من مقاتلي الصحوة إلى 500 ألف دينار (415 دولاراً) شهرياً، بعد أن كانوا يتقاضون 300 ألف دينار (250 دولاراً شهرياً). وتعد زيادة المرتبات إضافة إلى دمجهم بالمؤسسات المدنية والخدمية أحد المطالب الذي تم تلبيته من الحكومة بعد مطالبات من العرب السنَّة الذين خرجوا باعتصامات منذ نحو شهرين لاتزال مستمرة. النجيفي في الأعظمية وفي سياقٍ آخر، وصل رئيس مجلس النواب، أسامة النجيفي، وقيادات القائمة العراقية إلى موقع جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان في الأعظمية ببغداد أمس، مشياً على الأقدام مسافة ثلاثة كيلومترات، بعد أن منعت الأجهزة الأمنية المنتشرة حول الجامع المصلين من الوصول إليه بالمركبات لأداء صلاة الجمعة الموحدة رغم التعهدات التي قُطِعَت للحكومة بسلميتها. ووصل إلى جامع أبي حنيفة النعمان قبل ظهر أمس رئيس مجلس النواب ورئيس الكتلة البرلمانية للقائمة العراقية، سلمان الجميلي، والقيادي فيها، ظافر العاني، وقياديَّان آخران من نفس القائمة. وقال مصدر أمني ل «الشرق» إنَّ الآف المصلين توافدوا على جامع أبي حنيفة النعمان شمالي بغداد لأداء صلاة الجمعة التي أُطلِقَت عليها تسمية «جمعة نصرة الإمام الأعظم» وسط إجراءات أمنية «انسيابية» و»تعاون غير معهود» من قِبَل القوات الأمنية. فيما شُوهِدَت حركة كثيفة لعجلات ال «هامر» التابعة للجيش، وهي تنتشر في مفارق الطرق المؤدية إلى منطقة الأعظمية وفي مقتربات مسجد الإمام الأعظم الذي دعا المجمع الفقهي العراقي إلى إقامة صلاة الجمعة فيه إثر منع القوات الأمنية المصلين من التوجه إليه الجمعة الماضية رغم التعهدات التي قُطِعَت للحكومة من رجال الدين بأنَّ الصلاة ستكون سلميَّة. وأصرَّ المصلون الممنوعون من دخول الأعظمية على أداء الصلاة على جسر الأئمة الرابط بين الحضرة الكاظمية وجامع الإمام الأعظم رغم الإجراءات الأمنية المشددة من قِبَل الأجهزة الأمنية. وكان نائب رئيس الوزراء القيادي في القائمة العراقية، صالح المطلك، زار عشية أمس الأول مدينتي الأعظمية ذات الأغلبية السنيَّة، والكاظمية التي تقطنها غالبية شيعية، والمقابلة لها على ضفة دجلة الأخرى. وأكد المطلك أهمية توثيق أواصر الأخوة العراقية بما ينسجم وتاريخ هاتين المدينتين، محذراً في الوقت نفسه من الأصوات التي تدعو إلى الطائفية وإعادة البلاد إلى مربعات ساخنة. انتقاد لصمت الحكومة وفي الفلوجة، انتقد خطيب ساحة الاعتصام، الشيخ علي محيبس، ما سمَّاه صمت الحكومة ورفضها تنفيذ مطالب المتظاهرين رغم بلوغ التظاهرات يومها ال 83. وأضاف الشيخ محيبس أمام عشرات الآلاف من المعتصمين أنَّ «الحكومة بدلاً من أن تنفذ مطالب المتظاهرين لجأت إلى إغلاق مسجد أبي حنيفة النعمان أقدم مساجد العاصمة، والتجاوز على المتظاهرين بضربهم ومنعهم من تأدية الصلاة، وهي سابقة خطيرة تدفع باتجاه تأزم الوضع في البلاد». كما تظاهر الآلاف ظهر أمس في مدينة الرمادي ضد الحكومة، وقال الشيخ محمد فياض، أحد منظمي اعتصامات محافظة الأنبار، إنَّ قيام الحكومة بإغلاق مسجد أبي حنيفة النعمان الأسبوع الماضي يُعَدُّ كارثة بحق الإنسانية تحدث لأول مرة في تاريخ العالم الإسلامي. من جهتها، اتخذت قوات الشرطة إجراءات أمنية مُشدَّدَة حول ساحات الاعتصام في مدينتي الرمادي والفلوجة لحماية المتظاهرين. اعتقال ملثّم في الوقت نفسه، أعلنت اللجان التنسيقية لساحة اعتصام الرمادي أنَّ كشافة الساحة اعتقلت أحد الملثَّمِينَ بعدما قام بإضرام النار في سيارة تعود لأحد المصلين. وأكَّدت اللجان أنها سلَّمَت الملثَّم إلى قوات الشرطة المسؤولة عن حماية الساحة، مطالبة اللجان الأمنية ب «التحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه». بدوره، قال إمام وخطيب جمعة سامراء، الشيخ حسين غازي، إنَّ تدخل العقلاء في فك الحصار عن جامع أبي حنيفة النعمان في بغداد ساهم في عدم وقوع ما لا يُحمَد عقباه. واعتبر في خطبته أنَّ سبب منع المصلين من الوصول إلى جامع أبي حنيفة النعمان هو «خوف الحكومة من قول الحق».