قدم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اعتذاراً إلى أهالي منطقة الأعظمية في بغداد عن «تصرفات السذج وأصحاب العقول الناقصة الذين يفعلون ما أمرهم به أسيادهم، لتأجيج الكراهية». وكان الصدر يعلق على شريط مصور لمسيرة وسط مدينة الأعظمية بحماية الأجهزة الأمنية، تهتف ضد رموز دينية وتسيء إلى أهالي المدينة. وقال في تسجيل مصور: «إني أشجب واستنكر من يدعون أنهم شيعة وأتبرأ منهم أمام الله. ما قام به بعض السذج والعقول الناقصة الذين ارتفع عواؤهم في أروقة شوارع الأعظمية وصاروا يهتفون بأمور استفزازية، وإني على يقين من أنهم لا يعون ما يقولون سوى الدراهم التي أخذوها من أسيادهم لتأجيج الكراهية وتثبيت الملك». وأكد الصدر أن «ما سيحدث من تداعيات بعد هذه الحادثة والسابقة الخطيرة هي بسببهم وفي رقابهم»، وزاد إن «من يقومون بهذه الأمور ليسوا شيعة ولا يمتون إلى الشيعة بصلة، وهم بعيدون كل البعد عن أمير المؤمنين الأمام علي». وأوضح إن «مثل هذه الأمور الخلافية العقائدية التاريخية يجب أن تكون تحت أطر وقوانين ونظم عقلانية وتحت رعاية العلم والعلماء والمجتهدين والفضلاء لا أن تكون بأطر استفزازية وقحة». وتابع الصدر: «أحيي كل سنة العراق ممن ابتعدوا عن الطائفية وممن رفضوا الإرهاب والقاعدة والمفخخات التي تحدث في العراق، وأشجب ما حصل في العراق من تفجيرات تعني أنه وقع أسيراً بيد الإرهاب والعنف والتشدد»، معرباً عن «تعازيه إلى أهالي الضحايا». وتناقلت مواقع إلكترونية قبل أيام مقطع فيديو يظهر فيه شخص يدعى ثائر الدراجي مع مجموعة من مناصريه يشتمون صحابة النبي في وسط مدينة الأعظمية. وجاء هذا الحادث بعد يوم واحد فقط من مقتل وإصابة عشرات من الزوار الشيعة في تفجير انتحاري قرب جسر الأئمة الذي يربط الأعظمية بالكاظمية. وكان الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية أبلغ إلى «الحياة» أول من أمس أن «الشريط مزيف وتم استخدام تكنولوجيا لتزويره». في هذه الأثناء أشاد ائتلاف «متحدون» بزعامة رئيس البرلمان أسامة النجيفي أمس، بما سماه «الموقف الوطني المسؤول للصدر». وأكد في بيان شكره «الموقف المسؤول والوطني الذي أبداه سماحة السيد مقتدى الصدر بخصوص تصريحات الطائفي ثائر الدراجي». وأضاف إن موقف الصدر «لا يعبر عن الالتزام بالمبادئ الوطنية فحسب، وإنما يكشف أن هناك مواقف خيرة لبعض قادة العراق من الذين يدعون إلى نشر روح المواطنة على أساس الانتماء العراقي والحفاظ على البلد من الطائفيين والقتلة والمجرمين». ودعا الائتلاف «الحكومة العراقية إلى الاقتداء بالسيد الصدر الذي غدت مواقفه مثار تقدير جميع العراقيين المخلصين الأصلاء»، مطالباً إياها بأن «تعلن موقفها من الهتافات الطائفية التي أطلقت في بعض شوارع بغداد أمام مرأى القوات الأمنية».