أسفر تجدد المواجهات بين قبليتي الرزيقات والمعاليا العربيتين في إقليم دارفور المضطرب غرب السودان عن سقوط أكثر من مئتين بين قتيل وجريح، فيما أعلن الحزب الحاكم أن تعديلاً سيجري على «اتفاق الدوحة» للسلام في الإقليم لاستيعاب المتمردين في الحوار. واندلعت الاشتباكات القبلية الجديدة في منطقة أم راكوبة في ولاية شرق دارفور. وقدر محافظ منطقة أبو كارنكا عبد الله يعقوب أمس، عدد الضحايا بحوالى مئة قتيل وأكثر من 110 جرحى. وأوضح يعقوب أن قوة كبيرة من قبيلة الرزيقات تحركت على متن أكثر من خمسين سيارة، يواكبها حوالي ألف فارس على ظهور الجياد، من محافظة أبوجابرة، وهاجمت منطقة أم راكوبة. وحمّل عضو مجلس شورى قبيلة الرزيقات، محمد عيسى عليو الحكومة السودانية مسؤولية الأحداث، مشيراً إلى أنه حذر مسؤولين في رئاسة الجمهورية من وجود حشود عسكرية للقبيلتين، مؤكداً أن المعركة بين القبيلتين تُعد الأشرس من نوعها في تاريخ صراعهما المستمر منذ الستينات. واعتبر محافظ منطقة الضعين علي الطاهر الأحداث نتاج طبيعي لفشل مؤتمر الصلح الذي عُقد في أيار (مايو) الماضي بين القبيلتين، متهماً الخرطوم بالتقصير في إيجاد حل جذري للصراع. إلى ذلك كشف عضو وفد الحكومة للمفاوضات مع متمردي «الحركة - الشعبية - الشمال» حسين كرشوم أن الوسيط الأفريقي ثابو مبيكى سيتوجه إلى الدوحة قريباً من أجل تعديلات وصفها ب «الطفيفة» على «وثيقة الدوحة» للسلام في دارفور وذلك لاستيعاب الحركات المسلحة في الحوار الوطني. وقال كرشوم إن اتفاق الدوحة يحوى اتفاقات سياسية وعسكرية سبقت الحوار الوطني، فيما الحركات تطلب ضمانات للانخراط في الحوار، مشيراً إلى أن الحكومة أكدت إمكان تعديل «اتفاق الدوحة» من دون إحداث تغيير في هيكليته.