لقي أكثر من 145 شخصاً حتفهم وأصيب عشرات آخرون بجراح بعضها خطيرة إثر انفجار بعد تجدد الاشتباكات القبلية بولاية شرق دارفور بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا في منطقتي جبال عدولة والمجيليد شرق دارفور صباح الأحد. وكشف شهود عيان عن وقوع ما يزيد عن 49 قتيلاً من الرزيقات و67 جريحاً وصلوا إلى مستشفى الضعين أمس وسط حالة من الترقب والفزع تسود المدينة، مما أدى إلى إغلاق سوقها وانتشار العناصر المسلحة. وقال شهود إن قبيلة المعاليا قامت بإجلاء جرحاها وقتلاها إلى الفاشر دون تحديد أعداد القتلى، فيما أكد أفراد من الرزيقات اشتراك الحركات المسلحة بقيادة القائد البارز في حركة مناوي آدم صالح أبكر في القتال إلى جانب المعاليا، وأكد بعض من عناصر الرزيقات أنهم تمكنوا من إصابته ويحتمل أن يكون قد قتل. من جهة أخرى، قامت مجموعة من قبيلة الرزيقات صباح أمس باختطاف عربة من داخل مدينة الضعين، وذلك بعد تهديد ركابها وسط توقعات بأحداث تخريب ونهب في المدينة عقب تشييع القتلى. فيما قتل طبيب في مستشفى الضعين على يد جماعة تتبع قبيلة الرزيقات باعتبار أن الطبيب كان متعاطفاً مع جرحى قبيلة المعاليا. ونُحر الطبيب في المستشفى بالسكين كالشاة. من جهتها، حثت حركة تحرير السودان، جناح مناوي، الإدارات الأهلية والقبائل في دارفور على الوقف الفوري لهذه اللعبة العبثية، وقالت إن المركز يريدنا أن نلعبها ونجيدها. وأضافت إن الاحتراب القبلي الذي يشهده دارفور ليس مصادفة، بل هو سياسة ممنهجة واستراتيجية اتَّبعتها الإنقاذ منذ أن اغتصبوا السلطة. فعندما نشأت الثورة في دارفور قبل أكثر من عقد من الزمان، سرعان ما لجأت الإنقاذ إلى استخدام سلاح القبائل والتفرقة بين مكونات دارفور الاجتماعية في حربها القذرة ضد الثوار، مما أحدث شرخاً في نسيجها بحيث يصعب علاجه في ظل وجود من أوجد الداء وهو الذي يواصل الليل بالنهار من أجل مزيد من الفتنة والقتال بين أهل دارفور.وفي ذات السياق، وجهت حركة العدل والمساواة الدارفورية نداءً عاجلاً بضرورة وقف القتال، وتوجيه الطاقات والجهود والسلاح في صدر زبانية النظام الذين سببوا لدارفور كل هذه المآسي وليس لصدور بعضهم، وقالت: «كفانا أكثر من 3 مليون و300 ألف قتيل، ومثلهم لاجئون، وتدمير البنية التحتية على قلَّتها في دارفور». وأضافت الحركة «إن القتال المصطنع والناشئ حديثاً بين الأشقاء الرزيقات والمعاليا شيء مؤسف، خاصةً أن القتال بين الرزيقات والبني حسين لم ينتهِ بعد وخلَّف ما خلَّف من قتلى وجرحى وتشريد»، واعتبرت أن الخاسر الوحيد في هذه الحروب هو إنسان دارفور، والرابح فيها فقط المركز القابض على السلطة والثروة. وحمَّلت حركة العدل والمساواة السودانية والي ولاية شرق دارفور عبدالحميد موسى كاشا مسؤولية الفتنة ودق طبول الحرب بين الأشقاء في الولاية وإظهار عجزه المتعمد حيال ما يجري من نهب وسلب وطرد للمدنيين من عاصمة الولاية.