تصاعد التوتر الأمني في إقليم دارفور غربي السودان أمس، إذ قُتل محافظ في جنوب الإقليم في مكمن نصبه مسلحون، فيما سقط عشرات القتلى والجرحى في تجدد المواجهات بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا. وقال حاكم ولاية جنوب دارفور اللواء آدم محمود جار النبي، إن مجهولين نصبوا مكمناً لمحافظ محلية كتيلا عبدالله يس أثناء عودته من نيالا إلى مبنى محافظة كتيلا (156 كيلومتراً جنوب غرب نيالا عاصمة الولاية) كما أُصيب في الحادث 4 من مرافقيه. وأكدت شرطة ولاية جنوب دارفور مقتل المعتمد في منطقة «طوال أم جمل» من دون مزيد من التفاصيل حول الحادثة، فيما رجحت مصادر محلية أن يكون مهاجمو المحافظ لصوصاً عمدوا إلى سرقة أموال كانت بحوزته لصرف رواتب موظفي محافظته. وشهدت مدينة نيالا توتراً أمنياً بعد تعرض مركز تجاري لعملية سطو نهارية استخدم فيها المسلحون قوة السلاح ونهبوا مبلغاً مالياً كبيراً قبل أن يلوذوا بالفرار. وكان حاكم ولاية جنوب دارفور اعترف بصعوبة إعادة الأمن إلى ولايته خلال العام الحالي، بسبب انتشار السلاح في مناطق متعددة. وفي تطور آخر، قُتل 33 شخصاً وأُصيب 35 آخرون في تجدد القتال بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا العربيتين في ولاية شرق دارفور. وقال شهود عيان إن القتال تجدد بين القبيلتين بعد قتل المعاليا شخصاً من الرزيقات، فتجمع أفراد الرزيقات لأخذ الثأر، لكن أفراد المعاليا أحاطوا بهم وقتلوا 18 شخصاً منهم في مكمن لسيارة أدت إلى مقتل جميع ركابها. وحذر شهود عيان من توافد حشود مسلحي الطرفين إلى منطقة النزاع ما ينذر بتجدد القتال وتزايد عدد الضحايا. وتتنازع القبيلتان منذ خمسينات القرن الماضي حول ملكية واستخدام الأراضي. ويعتبر الرزيقات المعاليا ضيوفاً عليهم ولا يملكون أراضي. ويشهد إقليم دارفور وولاية غرب كردفان المتاخمة له منذ العام الماضي، تزايداً لافتاً في المواجهات بين القبائل العربية. وأعربت الأممالمتحدة عن قلقها حيال الاقتتال القبلي. من جهة أخرى، احتشد العشرات من عائلات وأصدقاء المعتقلين محمد صلاح وتاج السر جعفر ومعمر موسى، أمام مقر استعلامات جهاز الأمن والاستخبارات في شرق الخرطوم، احتجاجاً على إطالة أمد اعتقالهم (الذي يقترب من دخول شهره الثالث) وطالبوا بإطلاقهم أو تقديمهم إلى القضاء. ورفع المحتجون لافتات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين وتحمل سلطات الأمن مسؤولية سلامتهم. كما تقدمت عائلات المعتقلين بمذكرة قانونية إلى وزارة العدل، تحتج على الاعتقال التعسفي والتعذيب الذي تعرض له المعتقلون، على اعتبار أنه مخالف للدستور السوداني والقوانين الدولية. على صعيد آخر، استقبل الرئيس السوداني عمر البشير وزير الخارجية القطري خالد العطية بحضور وزير الخارجية السوداني علي كرتي. وقال كرتي إن زيارة نظيره القطري إلى السودان تهدف إلى تبادل الآراء حول كيفية تطوير العلاقات السودانية القطرية في كل مجالات التعاون وتبادل الرؤى والأفكار حول ما يجرى بين البلدين وفي المنطقة، لافتاً إلى أن المنطقة تشهد مستجدات تحتاج إلى تبادل الآراء. وأعرب كرتي عن أمله في أن يكون شهر رمضان مناسبة طيبة لإزالة التوتر الذي تشهده المنطقة. وأضاف: «إننا نرى آمالاً وتحركات ايجابية في المنطقة خلال الفترة القادمة». في المقابل، قال العطية إن لقاءه مع البشير ناقش العلاقات بين البلدين وجرى استعراض مجالات تطويرها. وتوجه البشير اليوم إلى العاصمة القطريةالدوحة في زيارة رسمية تستمر ليومين. وصرح الناطق باسم الرئاسة عماد سيد أحمد بأن البشير سيجري محادثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تركز على تطوير علاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.