يرى خبراء أمريكيون أن الدبلوماسية السعودية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أسهمت في تعزيز فرص السلام والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط. وأوضحوا أن المملكة تحتل موقعاً متميزاً في السياسة الخارجية الأمريكية بحكم دورها المركزي في منطقة تحتل بدورها موقعا مميزا أيضا في تلك السياسة. وبالإضافة إلى عنصر العلاقات الخاصة التي ربطت بين البلدين والتي اتسمت باحترام الولاياتالمتحدة لخصوصية وضع المملكة في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، فإن النظرة الأمريكية إلى السعودية تأثرت دوما بمواقف الرياض. فحين كان السعوديون يتبنون موقفا يختلف مع الموقف الأميركي كانت كافة الأصوات التي تسعى إلى نسف العلاقة تخرج من دائرة الهمس إلى حلبة الصراخ الدائم حول خلاف المملكة مع سياسات واشنطن. وكانت تقفز من ذلك قفزة واحدة إلى ضرورة اعتبار السعودية خصما للأمريكيين. وأضاف الخبراء أن تلك الأصوات لم تفلح أبدا في الوصول إلى ما كانت تدعو اليه إذ بلغ أفضل ما تحقق لها بعد جهد طويل مجرد توتر في العلاقات ما لبث أن انقشع. ولم يكن ذلك راجعا إلى أي عنصر شخصي يتعلق بهذا الرئيس الأمريكي أو ذاك وإنما كان يتعلق بما للسعودية من وزن يصعب تجاهله وبما لها من دور في محيطها لا يمكن إلغاؤه مهما حاول خصوم المملكة في الولاياتالمتحدة. ولا يزال هذا الشد والجذب قائما حتى الآن لا يرده، الا الموقف الهادئ للرياض والسياسة المتزنة والبعيدة عن الشعارات والصراخ. وبالتزامن مع احتفالات المملكة باليوم الوطني، يوزع في الأسواق الأمريكية كتاب بعنوان "اللوبي العربي" . وتشير المعلقة الأمريكية روث ويز التي تناولت الكتاب بالعرض إلى أن ما قدمه براد يهدف إلى "تصحيح العرض المنحاز الذي قدمه كل من الأستاذين ستيفن والت وجون ميرشايمر لتأثير اللوبي الإسرائيلي الذي لا يمكنه أن يوازن اللوبي العربي الذي تقوده المملكة في دور صامت وخفي". وليست هذه هي المحاولة الأولى للنيل من وزن السعودية وتأثيرها على الساحة الدولية ولكنها قد تكون أغبى تلك المحاولات على أي حال. وقال الخبراء إنه وعند الحديث عن السياسة الخارجية الأمريكية يكون لفظ "اللوبي" مرادفا لقوة واحدة فقط هي اللوبي الإسرائيلي. وليس ثمة عاقل يمكن أن يروج في واشنطن لما تصفه هذه الأصوات عند تحولها من الهمس إلى الصراخ بالتأثيرات السعودية السلبية على المصالح الوطنية الأمريكية. وكان ذلك على وجه الدقة ما أشار إليه باحث أمريكي كبير لم يعرف يوما بميل إلى المجاملة هو آنتوني كوردسمان كبير باحثي شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن الذي عمل لسنوات طويلة في إدارات أمريكية متعاقبة قبل أن يصبح أبرز المحللين الاستراتيجيين الأمريكيين في شؤون المنطقة. فقد قال كوردسمان "للسعودية وزن خاص في الشرق الأوسط بتعريفه الكبير وبوسع البعض محاولة التقليل من شأن تلك الحقيقة ولكن الخطر يأتي إذا ما صدقوا أنفسهم. إن من مصلحة الولاياتالمتحدة العمل على توثيق العلاقة مع المملكة لاسيما أن قادة ذلك البلد عرفوا بالتزام خط لا يهدف إلى الاعتداء على أحد أو إلى نشر عدم الاستقرار. ليس في تاريخ السعودية منذ تأسيسها ما يدل على أنها حبذت سياسة العدوان أو نشر الاضطراب. على العكس تماما فقد كان السعوديون دوما قوة مهمة في كبح جماح القوى التي تسعى إلى عدم الاستقرار وكانوا بصورة فطرية ربما معادين للاعتداء على اي بلد آخر". وأضاف "لم يسمع أحد بأن للملكة أهدافا توسعية, وهي تتحول سواء شئنا ام أبينا إلى قوة عسكرية أساسية يعمل لها حساب في خريطة التوازنات العسكرية بالشرق الأوسط. وبالإمكان بطبيعة الحال أن ندير الظهر لذلك ولكنهم سيجدون مصادر أخرى لدعم قدراتهم الدفاعية إذ إنهم يتبعون خطة استراتيجية مستقلة لا نملك نحن أو غيرنا التأثير عليها. فضلا عن ذلك فإن لنا مصلحة مشتركة من الوجهة الموضوعية معهم. وليس هناك دليل أقوى على ما تفرضه السعودية على الأمريكيين الذين يفكرون أولا في مصالح بلادهم وعلى أولئك الذين يفكرون أولا في مصالح دولة أخرى خارجية في واشنطن من متابعة ما دار قبل ثلاثة شهور فقط من احتفال المملكة بيومها الوطني أي فيما دار خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين للعاصمة الأمريكيةواشنطن في يونيو الماضي. فقد ارتفع صراخ خصوم المملكة ممن يقدمون مصالح إسرائيل على مصالح بلادهم فيما تابع الآخرون تلك الخطوة المهمة على درب العلاقات بين البلدين. ويقول ستيفن والت في ذلك "بذل العاهل السعودي جهدا خاصا لشرح أهمية حل القضية الفلسطينية وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني للرئيس باراك أوباما وحثه على بدء تكثيف الجهود للتوصل إلى حل. وليس من قبيل المصادفة أن نشهد انطلاق مفاوضات السلام بعد ذلك في محاولة لإنهاء ذلك الجرح النازف في بدن الشرق الأوسط منذ 60 عاما وتوجيه الجهود إلى التنمية وإلى رفع مستوي معيشة مواطني دول المنطقة بصفة عامة". ويبرهن كل ذلك على المدى الذي بلغته ضراوة أعداء المملكة في الولاياتالمتحدة. إلا أن هذه الضراوة لا تزيد إلا بزيادة وزن السعودية وبرصانة دورها واتزانه ودفاعها عن الحقوق العربية على نحو هادئ لا ينحو تجاه ما فعله آخرون في السابق من زعيق أجوف أفضى إلى هزائم. هكذا تبدو المملكة من بعيد – من الساحة الأمريكية المليئة بالتيارات والعواصف - في يومها الوطني كبقعة راسخة لا تحيد عن خطها الذي وضعه مؤسسها ولا عن سياستها المعلنة. على صعيد آخر أكد مصدر سوري ل"الوطن" أن "زيارة الملك عبد الله إلى سوريا في أواخر يوليو الماضي شكلت منعطفا بالغ الأهمية في تطور العلاقات الأخوية بين المملكة وسوريا , كما أنها في الوقت نفسه وضعت الأسس الراسخة للتعاون بين البلدين الشقيقين لما فيه مصلحة لبنان الشقيق بشكل خاص والأمة العربية جمعاء". من جهته أعرب السفير السعودي في دمشق عبد الله العيفان ل"الوطن" عن قناعته بأن "الاحتفال باليوم الوطني السعودي يأتي والعلاقات بين الرياضودمشق تعيش أفضل حالاتها" واعتبر أن "العودة في العلاقات بين البلدين إلى هذه الطبيعة الراسخة والمتينة جاء في أعقاب مبادرة خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت الاقتصادية لتحقيق المصالحة العربية واتصالاته المستمرة مع إخوانه القادة العرب التي توجت بزيارة أكتوبر من العام 2009, ومنذ ذلك الحين والعلاقات الثنائية تشهد زخما جديدا في كافة المجالات, كما شهدت العلاقات دفعا قويا من خلال الزيارة التي قام بها الملك عبد الله إلى سوريا ولبنان في 30/7/2010 وساهمت في ترسيخ ما تم إنجازه على صعيد التعاون الثنائي وعلى صعيد معالجة الكثير من القضايا على الساحة العربية. وثمن السفير السعودي في سوريا ما وصلت إليه العلاقات بين الرياضودمشق في المجالات الاقتصادية حيث تم استئناف انعقاد اجتماعات اللجنة العليا السورية السعودية برئاسة وزيري مالية البلدين, و تم من خلالها بحث العديد من مجالات التعاون والتي ساهمت المملكة ضمنها بعدة مجالات حيوية كالمشاركة بتمويل مشروع بناء محطة كهرباء الناصرية, والمساهمة في تمويل كذلك مشروع محطة كهرباء دير الزور".