بات الشعب اليمني على قناعة راسخة أن "الحوثيين والقاعدة.. وجهان لعملة واحدة"، وازدادت هذه القناعة بعد الأحداث الأخيرة التي يشهدها اليمن في الوقت الحالي، فكلا التنظيمين عبارة عن ميليشيات مسلحة، تمارس العنف والإرهاب تحت غطاء ديني زائف، وكلاهما يقتلان اليمنيين تحت مبرر "محاربة أميركا وإسرائيل"، مع فارق أن عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة لعدوان الحوثي يفوق عدد ضحايا جرائم القاعدة، بأضعاف مضاعفة. ولم يكن ينقص جماعة الحوثيين المتمردة لتكون نسخة طبق الأصل لتنظيم القاعدة الإرهابي، إلا اقتحام البنوك وسرقة الأموال المكدسة فيها، قبل أن يقدموا على هذا الفعل، حيث اقتحم مسلحون تابعون للجماعة الأسبوع الماضي مبنى البنك المركزي اليمني بالعاصمة صنعاء. وقال مصدر في البنك إن المتمردين الحوثيين اقتحموا مقر البنك ونهبوا 23 مليار ريال يمني "107 ملايين دولار" من الخزانة العامة، بعد رفض محافظ البنك تسليم مبلغ مالي لهم، طلبوه تحت مبرر "دعم المجهود الحربي". وبهذا العذر القبيح بات الحوثيون وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ينهبون مليارات الدولارات من أموال اليمنيين العامة، وجيوبهم الخاصة، بوسائل وطرق غير شرعية. ويقصد المتمردون بالمجهود الحربي الدعم المالي والعيني لميليشياتهم الانقلابية التي تخوض معارك في جبهات يمنية مختلفة، وتتلقى خسائر فادحة بسبب غارات طائرات التحالف المركزة والدقيقة، وما يتلقونه من مقاومة شرسة من رجال الجيش الموالين للشرعية والمقاومة الشعبية. وكشف مصدر في البنك المركزي ل"الوطن" عن خلفيات اقتحام ميليشيات الحوثي للبنك، وقال إن علاقاتهم بمحافظ البنك المركزي، محمد بن همام، ليست جيدة، وإنه رفض عددا من الأوامر لهم منذ انقلابهم على السلطة وتوليهم زمام الأمور، حين كانوا يطلبون منه صرف مبالغ مالية لهم فيرفض ذلك. كما أنه رفض عرضا لهم تقدموا به في أكتوبر من العام الماضي، بأن يتولى رئاسة حكومة الكفاءات، قبل أن يتم اختيار المهندس خالد بحاح. وآخر الخلافات التي حدثت بين الحوثيين وابن همام، ودفعت المتمردين الحوثيين لاقتحام البنك، هي طلبهم من الأخير تسليم مبلغ مالي يقدر ب6 مليارات ريال يمني "28 مليون دولار"، فرفض هذا الطلب رفضا باتا، ليفاجأ موظفو البنك بالمسلحين الحوثي وهم يقتحمون خزانة البنك وينهبون كامل المبالغ الموجودة في الخزانة، وقدرها "107 ملايين دولار". وسبق أن عُرف تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن، بأسلوبه في اقتحام البنوك ونهب مبالغ مالية منها، لتلحق جماعة الحوثي الإرهابية أيضا، بممارسة هذا الأسلوب، ويصبح التنظيمان نسخة من بعضهما البعض في ارتكاب الجرائم بحق اليمن واليمنيين. وآخر ممارسة عناصر القاعدة في هذا المجال اقتحامهم لفرع البنك المركزي في مدينة المكلا شرق اليمن، ونهبهم للمبالغ المالية التي في خزانته التي تبلغ حوالي 17 مليار ريال يمني (85 مليون دولار)، بحسب مصدر في البنك. كما نفذ مسلحو القاعدة عشرات الاعتداءات المماثلة في الأشهر الماضية، حيث استهدفوا سيارات البنوك ومقارها ومقار مكاتب البريد الحكومية، وسرقوا مئات الملايين، تحت ذرائع واهية.