فيما واصلت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية في اليمن غاراتها المكثفة على مواقع المتمردين الحوثيين، وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، أحرزت المقاومة الشعبية تقدما كبيرا على كثير من جبهات القتال، حيث استمرت في فرض حصارها المحكم على مطار صنعاء، واستهداف المتمردين المتحصنين داخله. وكانت طائرات التحالف شنت فجر أمس غارات عدة على مواقع في العاصمة صنعاء، وأشار شهود عيان إلى أن القصف استهدف مطار صنعاء الدولي، وقاعدة الديلمي العسكرية، ما أدى إلى اشتعال النيران وارتفاع أعمدة الدخان. وفي مأرب شرق العاصمة صنعاء، شنت طائرات التحالف غارات على مواقع وتجمعات للحوثيين وقوات صالح بمنطقة صرواح، كما استهدف القصف كذلك مقر الكتيبة 52 دفاع جوي بحقل صافر النفطي، ما أدى إلى تدمير منصة للصواريخ، كان المتمردون يتأهبون لشن غارات منها على بعض مواقع المقاومة. وعلى صعيد عدن، شنت طائرات التحالف غارات استهدفت إمدادات ومواقع للحوثيين وحلفائهم، واستغلت المقاومة الشعبية فرصة الارتباك الذي ساد مواقع المتمردين بعد الغارة، وهاجمت مواقعهم في كريتر بالجهة الشرقية للمدينة، وسيطرت عليها، عقب اشتباكات قتل فيها 11 وأصيب 13 آخرون من الحوثيين وحلفائهم. أما على صعيد تعز، فقصفت طائرات التحالف رتلا للمتمردين في منطقة الذكرة، ما أدى إلى مقتل العشرات منهم، كما استهدف القصف أهدافا أخرى، بينها القصر الجمهوري، ودبابة قرب مستشفى الكندي. إضافة إلى غارة استهدفت البوابة الخلفية للواء 22 حرس جمهوري. وأظهرت صور بثها ناشطون أعمدة دخان تتصاعد من المواقع التي استهدفها القصف. وكانت غارات أخرى استهدفت فجر أمس مواقع للحوثيين في تعز ولحج وأبين جنوب البلاد. ميدانيا، واصل مقاتلو المقاومة الشعبية في عدن محاصرة المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع في مطار عدن من جميع الجهات، وسط توقعات باستعادة المطار كاملا في وقت قريب. وأضافت مصادر مطلعة أن المقاومة باتت تسيطر بالكامل على المدرج واقتربت كثيرا من الأبراج، وأن اشتباكات عنيفة تدور بينها وبين المتمردين المتحصنين في مكاتب المطار وقرب صالاته. ومضت المصادر بالقول إن طريق الإمداد الوحيد المتبقي للمتمردين يمر عبر الطريق الساحلي، شرق المدينة، وإن المقاومة ستتمكن من السيطرة على كامل المطار، إذا تم قطع ذلك الطريق. كما شهدت بعض أحياء عدن، مثل حي المعلا، قتالا بين المقاومة والحوثيين الذين يحاولون التقدم نحو المنطقة العسكرية. وأشار مسؤولون طبيون داخل مستشفى الجمهورية إلى أن مسلحي الحوثي أقدموا عقب اقتحامهم المستشفى الواقع بحي خور مكسر على اختطاف عشرات الجرحى، فيما أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن المستشفى أصيب بأضرار كبيرة جراء العمليات القتالية المتواصلة. وفي مدينة الضالع، أفادت مصادر صحفية بأن مقاتلي المقاومة الشعبية قصفوا بقذائف آ ربي جي وأسلحة متوسطة معسكر الأمن المركزي الذي يسيطر عليه المتمردون، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب وأعمدة الدخان عقب الهجوم الذي تم من جهات عدة. وأضافت المصادر أن مقاتلي المقاومة نصبوا كمينا لتعزيزات مسلحة للمتمردين في منطقة الجليلة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. بدورها، أعلنت المقاومة في محافظة مأرب أنها حققت تقدما في الجبهة الجنوبيةالشرقية، وبالتحديد في مديرية حريب الحدودية، وكذلك في الجبهة الغربية بمنطقة صرواح، وأضافت أنها تمكنت من إجبار الحوثيين في هاتين الجبهتين على الانسحاب إلى مواقع خلفية. وفي تعز تواصلت المواجهات أمس بين المقاومة الشعبية والمتمردين، حيث حققت المقاومة تقدما في جبهة حصب. .. والأممالمتحدة تحذر من توقف الإغاثة حذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن الصراع الدائر في اليمن ربما يتسبب في وقف العمليات الإغاثية، لأنه يؤدي لإعاقة وصول شحنات الطعام والدواء والوقود، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية. وطالب في بيان أمس بفتح طرقات آمنة أمام الوكالات الإنسانية. وأضاف أن مهاجمة المدنيين والبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات وأماكن التجمعات الإنسانية ومجمعات الأممالمتحدة، يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي. كما أكد أن العنف أدى إلى إعاقة وصول المساعدات الإنسانية من دواء وغذاء، لا سيما أن جميع المطارات أُغلقت أمام حركة المرور، محذرا من أن العمليات الإنسانية ستتوقف خلال أيام، ما لم يتم توفير إمدادات الوقود. وأشار أيضا إلى أن شبكات المياه والصرف الصحي وخدمات الاتصالات في اليمن باتت على شفا الانهيار. وكان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة قال في وقت سابق إنه ربما يوقف توزيع الغذاء في اليمن بسبب النقص الحاد في الوقود. وأضاف أنه بحاجة ماسة إلى أكثر من ألفي لتر من الوقود للاستمرار في توزيع المساعدات الإغاثية التي تكفي نحو 1.5 مليون شخص شهرا واحدا.