واصلت فصائل إسلامية سورية تقدمها في محافظة إدلب شمال غربي البلاد، مهددة بتوجيه ضربة شديدة لحكم الرئيس بشار الأسد في حال نجحت بقطع خطوط إمداداته مع محافظة اللاذقية لتكون بذلك اقتربت أكثر من معاقله وخزانه البشري على الساحل السوري. وأعلن ناشطون ومعارضون أن قرابة 10 آلاف من عناصر «جيش الفتح» الذي يضم «جبهة النصرة» (فرع «القاعدة» السوري) و «حركة أحرار الشام الإسلامية»، يشاركون في معركة إدلب وسيطروا بالفعل على عدد من المواقع الاستراتيجية للنظام ووصلوا إلى «دوار اللاذقية» داخل مدينة جسر الشغور، التي حوّلها النظام إلى مركز لمحافظة إدلب بعد طرده من مدينة إدلب أواخر الشهر الماضي. (للمزيد). ورحّب «الائتلاف الوطني السوري» أمس بتقدم المعارضة في إدلب، على رغم أن فصائل «جيش الفتح» لا تدين بالولاء له بل تجاهر بخلافها معه، مثلما هو الحال مع «جبهة النصرة». وقال «الائتلاف» على موقعه إن «الثوار سيطروا على معسكر القرميد في ريف إدلب بشكل شبه كامل إثر المعركة التي أطلقها جيش الفتح لتحرير المعسكر، كما سيطر الثوار على حواجز تلة إسفن والحرش وحاجزي معمل المخلل ومعمل البطاطا، كما دمروا العديد من آليات قوات الأسد وقتلوا العشرات من جنوده». وتحدث «الائتلاف» عن «بدء تراجع عناصر قوات الأسد وهروبها باتجاه أريحا»، إلا أنه أضاف أن «الثوار تمكنوا من قتل قائد معسكر القرميد أثناء محاولة هروبه من المعركة». ويتألف معسكر القرميد من عدد من الحواجز العسكرية الضخمة المزودة بمدرعات ومدافع. وأشار «الائتلاف» أيضاً إلى أن «الثوار أطلقوا «معركة النصر» للسيطرة على مدينة جسر الشغور بإدلب وقطع طريق إمداد قوات نظام الأسد بين أريحا وريف اللاذقية. وتمكن الثوار من السيطرة على ثلاثة حواجز من المدخل الشمالي للمدينة حتى الآن وما زالت المعارك مستمرة، حيث استهدف الثوار المثلث الأمني لقوات الأسد داخل المدينة بصواريخ الكاتيوشا، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات منهم». من جهتها، أكدت وكالة «مسار برس» المعارضة أن «كتائب الثوار سيطرت صباح الخميس على حاجز عين السبيل قرب جسر الشغور بعدما فجرت عربة نقل جنود مدرعة من نوع «بي إم بي» عند الحاجز... عقب ساعات من السيطرة على حاجزي زليطو والساقية في محيط المدينة». وتابعت الوكالة أن الاشتباكات بين الطرفين «مستمرة داخل مدينة جسر الشغور». وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» من جهته أن «الاشتباكات العنيفة مستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من طرف آخر، في محيط معسكري المسطومة والقرميد جنوب مدينة إدلب ومحيط مدينة جسر الشغور، ما أدى إلى إعطاب دبابة لقوات النظام على طريق جسر الشغور– محمبل، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وسط تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات، على مناطق في محيط مدينة جسر الشغور». وأشار «المرصد» في تقرير لاحق إلى سماع أصوات اشتباكات قرب دوار اللاذقية في داخل مدينة جسر الشغور.