في رد فعل انتقامي على تحرير ثوار سورية مدينة جسر الشغور الاستراتيجية من أيدي قوات نظام بشار الأسد أول من أمس، شن طيران النظام أمس، غارات جوية على مناطق عدة في المدينة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن "الطيران الحربي نفذ أربع غارات على مناطق في مدينة جسر الشغور ومحيطها" فيما لم يشر إلى خسائر بشرية لكنه أفاد بارتفاع حصيلة قتلى غارات أول من أمس إلى أكثر من 27 شخصا. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "مدنيين اثنين على الأفل وعشرين مقاتلا قضوا جراء قصف الطيران الحربي على مناطق في وسط جسر الشغور أول من أمس، إضافة إلى وجود خمس جثث لم يتم التعرف على هويات أصحابها"، لافتا إلى أن "عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة". وكانت مدينة جسر الشغور قد تعرضت لقصف جوي مكثف إثر انسحاب قوات النظام منها أول من أمس، بعد خوضها اشتباكات عنيفة ضد الثوار من فصائل المعارضة والتي بدأت الخميس الماضي، ولا تزال مستمرة في جنوبالمدينة. وفي هذا الصدد أشار المرصد إلى وجود ستين جثة على الأفل لعناصر من قوات النظام في شوارع المدينة، لافتا إلى إعدام قوات النظام لنحو 23 معتقلا قبل انسحابها من المدينة. وبحسب المرصد أيضا فإن وجود النظام في المدينة يقتصر حاليا على مدينة أريحا (على بعد حوالى 25 كيلومترا من جسر الشغور) ومعسكر المسطومة القريب منها. من ناحية ثانية، قتل 25 شخصا على الأقل أمس، في قصف جوي لقوات النظام استهدف بلدة بريف إدلب في شمال غرب البلاد، وقال المرصد "إن 34 شخصا على الأقل قتلوا جراء قصف للطيران الحربي على مناطق في بلدة دركوش في ريف إدلب، بالإضافة إلى عشرات الجرحى". في غضون ذلك، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة في تصريح صحفي أمس، إن "تحرير مدينة جسر الشغور الواقعة على الضفة الغربية لنهر العاصي بمحافظة إدلب، خطوة إضافية مهمة ومنتظرة على طريق تحرير كامل التراب السوري، الأمر الذي يتطلب انعطافة حقيقية في مستوى الدعم والتنسيق المقدم لقوى الثورة السورية، بما يمكن أن يعجل من هذا التحرير ويختصر قدرا كبيرا من المعاناة ويحقن دماء الكثير من المدنيين، مشيرا إلى أن خطوات جادة في هذا الطريق يمكن أن تجبر نظام الأسد على الرضوخ خاصة في ظل ما يعانيه من تآكل داخلي ونزاعات وتصفيات طالت شخصيات مهمة في نظامه الأمني. وأضاف "إن انتصارات المعارضة تفرض واقعا سياسيا جديدا لا بد من أخذه بعين الاعتبار، وهي تحتاج إلى دعم يقدم حماية نهائية وحاسمة من اعتداءات النظام الانتقامية بحق المدنيين باستخدام الطائرات والمروحيات والغازات السامة المحرمة من خلال فرض منطقة آمنة، ولا بد بالتوازي مع ذلك من سحب كافة أنواع الاعتراف القانوني بالنظام المجرم"، مشددا على ضرورة تضافر من أجل التمهيد لانتقال سياسي كامل يقطع سلسلة الموت التي ينفذها النظام، ويفتح الباب أمام إعادة البناء والانتقال بسورية إلى دولة مدنية تحقق تطلعات أبنائها جميعا. وأكد خوجة أن تحرير سورية أمرٌ حتمي لا محيد عنه، مجددا ثقته بقوى الثورة التي تدافع عن المدنيين وتلتزم بمبادئ الثورة وأخلاقها وتحترم العهود والمواثيق الدولية، وتسعى لتحقيق الخيار الذي التقت حوله تطلعات السوريين.