خرج المشرف على مجمع اللغة العربية الافتراضي الدكتور عبدالرزاق الصاعدي عن صمته أخيرا وفتح النار على زميله في كلية اللغة الدكتور سلمان السحيمي، واتهمه بالسطو العلمي على حقوق العالم اللغوي الدكتور رمضان عبدالتواب لينال درجته العلمية قبل ربع قرن، وطالبه بالاعتذار لعبدالتواب وزملائه في كلية اللغة بعد أن أساء إلى سمعة القسم، ودفعته أوهامه وشكوكه لإخراج الخلاف عن محيط الجامعة وإغلاق جميع "أبواب المعروف" في المناظرات العلمية. وقال الصاعدي موجها حديثه إلى السحيمي في تقرير عنون له ب"الرد الشافي والتقرير الوافي لكشف السارق والمسروق" نشره في موقع مجمع اللغة الافتراضي الذي يشرف عليه: اتهمني السحيمي بسرقة مسائل لغوية عدة من كتابه منها (القيف ووزن أفعلل)، وهو بنفسه سطا على حقوق عبدالتواب وابن عساكر، ذاكرا أن السحيمي تسبب في فضح نفسه، وهي قدرة الله لتعاد حقوق العلماء المسروقة بعد ربع قرن. وبين الصاعدي أن ما دعاه لتغير منهجه في التعامل مع اتهامات زميله في الكلية بالتغافل والسكوت تماديه في اتهاماته جزافا، ونثرها في مجموعة "الواتساب" لأعضاء هيئة التدريس في كلية اللغة، حتى أصبح السكوت إقرارا ضمنيا لصحة تهمه. وأضاف الصاعدي: ما يخص رسالتك (كتابك) إبدال الحروف الذي اتهمتني بالإغارة على بعض محتوياته وأني أنهل منه منذ ما يزيد على 20 عاما وأتعمد تجاهل الإشارة إليه في بحوثي ومقالاتي فإني اطلعت عليه قبل ربع قرن فلم أحتج له أبدا، وكنت فيه من الزاهدين بعد اطلاعي وحكمي عليه أنه لا يصلح للإحالة عليه، لافتقاره لأبسط أدبيات البحث العلمي واحتوائه على سرقات ادعيتها زورا لنفسك، والإحالة على مسروقاتك في بحثك هي شرعنة للسرقة، وشغبك وتحرشاتك المتكررة بي قاداني لكشف زيفك لأنتصر لرمضان عبدالتواب وخليل عساكر. ووعد الصاعدي أنه لن يفتح سوى المسائل التي اتهمه السحيمي بالإغارة عليها وحصرها في أربع، وهي إبدال العين من الهمزة في أزبعر، ورسم القيف، وقضية إنكار كتاب السحيمي "إبدال الحروف" بعد الاستفادة منه كثيرا من أبحاثي ومقالاتي. وقال الصاعدي وقع السحيمي في شر أقواله عندما ادعى أنني سبق أن اقتلعت ما يخص القاف الطبقية من كتابه وادعيته لنفسي بعد تغير مسماه إلى (القيف) ونشرته في موقع مجمعي متجاهلا حقوقه، فأذكره أن ما جاء بمضمون كتابه عن رسم القيف نقل نصا من خليل عساكر، ثم اتهمني بأخذ وزن (أفعلل) وأنني تعديت على كتابه للمرة الثانية في رسم الهمزة التي تتحول إلى العين، وأنني نقلتها من كتابه ويدعي زورا أنها ضمن المسائل اللغوية التي انفرد بتوثقيها وأنه أول من كتب في قانون التبادل بين الهمزة والعين. وقال الصاعدي اقتفى الزميل في كتابه "إبدال الحروف" أثر الدكتور رمضان عبدالتواب في الخطة في هذا المبحث، وسار على طريقه وقلده في غالبية خطواته "المشار إليها بالجدول" بنسبة تتجاوز 90% في النصوص والأفكار والأوزان والأمثلة والشواهد، ولم يخرج عن خطته إلا في خاتمة المبحث ومواضع متفرقة يسيرة، مع التصريف اليسير في الأسلوب والتقديم والتأخير أحيانا لمحاولة طمس الأثر. واستعرض الصاعدي في رده مجموعة نصوص من كتاب إبدال الحروف ومطابقتها من كتاب ديوان الأدب وكتاب أصول فقه العربية معلقا على الاقتباس الذي أخذه السحيمي ونسبه إلى نفسه. وقال: "هذا الاعتداء على أدبيات المنهج العلمي يدينك ويجعلك مطالبا بالاعتذار لقسمك ولرمضان عبدالتواب، ويعرف الناس حقيقة مزاعمك المنشورة وحقيقة كتابك الذي نلت به درجة علمية"، وأما مصطلح القيف الذي تدعي أنه لك هو للدكتور تمام حسان والدكتور عبدالعزيز مطر من بعده؟ لقد أخذت هذه التسمية والوصف من تمام حسان، وهو يعدد المخارج والصفات للحروف وأسأت لنا بعد تملكها والدفاع عنها. وأما رسم صوت القيف بنقطتين من تحت فسبقك إليه خليل عساكر في بحثة المقدم لمجمع القاهرة بعنوان "طريقة لكتابة نصوص اللهجات العربية الحديثة بحروف عربية" ص 81 و82 ونشر في مجلة المجتمع الجزء الثامن من 181 إلى 192 ثم نشر في كتاب اللهجات العربية بحوث ودراسات. وحول قول السحيمي إن الصاعدي استفاد من بحوثه، رد بقوله: "هذه دعوى سخيفة مردودة عليه، فأنا باحث أعرف قيمة الأمانة العلمية وليس من عاداتي النقل والإخفاء والسطو على جهود الآخرين كما فعل، ولم يكن كشفي لسرقاته إلا دفاعا عن نفسي بعد اتهاماته الباطلة". وختم الصاعدي مقاله بالاعتذار لزملائه بالقسم، وقال أعلم أنكم تمنيتم أن أواصل تجاهلي لإساءات السحيمي إكراما لمكانة الكلية وحفاظا على سمعتها وسمعة عضو فيها إلا أني أستبيحكم عذرا سكوتي إقرار ضمني على اتهاماته، علما أني اقتصرت على كشف سرقاته في المسائل المتنازع عليها".