جدد عضو هيئة التدريس في كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة الدكتور سلمان سالم السحيمي، هجومه على زميله عميد الكلية والمشرف على مجمع اللغة العربية الافتراضي الدكتور عبدالرزاق الصاعدي، مطالبا بإيقاف غاراته حسب وصفه على محتويات كتابه الذي ألفه قبل ربع قرن، ونسبها إلى نفسه وإلى مجتمعه الافتراضي الذي يعتدي على حقوق الآخرين. وقال السحيمي في خطاب سلمه إلى "الوطن": إن الصاعدي تعدى على كتابه "إبدال الحروف في اللهجات العربية" للمرة الثانية في رسم "الهمزة التي تتحول إلى العين"، ونقلها من كتابه وهي ضمن المسائل اللغوية التي انفرد في توثيقها في كتابه مفصلة بإيضاح الأصوات ورسم الحروف وخارطتها بحسب نطق العرب لها. وقال: يعتمد الصاعدي تجاهل حقوقي في النشر لينسبها إلى نفسه ومجمع اللغة الافتراضي الذي يشرف عليه، متسائلا عما يخطط له الصاعدي للإغارة عليه من مضامين كتابه في المرة القادمة! وتابع السحيمي: إنه سأم تعديات الصاعدي على كتابه "إبدال الحروف" الذي توصل فيه إلى قانون للإبدال ينطبق على جميع اللغات الإنسانية، مؤكدا أنه أول من كتب في قانون "التبادل بين الهمزة والعين" الذي أخذه الصاعدي ونسبه إلى نفسه زورا، مشيرا إلى أن الصاعدي اعتدى على حقوق مؤلفه باستخدام القانون في مقال له بعنوان "نظرت في الفعل الرباعي: ازبعرّ"، إذ استخدم قانون التبادل بين الهمزة والعين، في رده لكلمة "مزبعر" إلى مادة "ازبأرّ" وكان الأولى أن يرد كلمة "مزبعر" إلى مادة "زبعر"، ولم يشر إلى هذا الكتاب أو هذا القانون المرصود في مؤلفه بالرسم، بل جاء بطامة كبرى، وهي قوله: "وأرى أن كل عين قبل الحرف الأخير في بناء افعلل المقابل ل"افعأل" هي معنعنة من الهمزة – أي العين – زائدة قطعا، زيادة لغوية لا صرفية، وهذا موضع لم ينبه عليه أحد قديما أو حديثا فيما أعلم، وهو موضع تأمل وبحث طريف". وأضاف موضحا: هذا الموضع الطريف الذي ذكره الصاعدي ولم ينبه إليه أحد -بحسب زعم الصاعدي- مأخوذ من كتاب "إبدال الحروف في اللهجات العربية" من صفحة 617 إلى صفحة 633 ومذكور تحت عنوان "الهمزة والألف" ومذكور في خاتمة كتاب "إبدال الحروف" صفحة 650، لأنه من النتائج التي توصل إليها البحث وهو مخصص لوزن "افعلل"، أصله وما دخله من تغيير، إذ أصله: افعال، ثم دخلت الهمزة فقيل افعأل، ثم دخل الوزن في قانون التبادل بين حروف الحلق، إذ تبدل الهمزة عينا أو هاء، والعين بدورها تبدل حاء. وتابع السحيمي قائلا: خصص الدكتور رمضان عبدالتواب، رحمه الله، لوزن "افعلل"، فصلا من كتابه "فصول في فقه العربية" من صفحة 163 إلى صفحة 226، بعنوان "أثر الوزن الشعري في أبنية العربية" وهو من المراجع التي رجعنا إليها. فرمضان ركز على الوزن الشعري وبين أنه هو السبب في وجود هذا الوزن لأن وزن "افعال" لا يقع في الشعر، فيضطر الشاعر إلى أن يأتي بهمزة فيقول: افعأل، ثم قد تبدل الهمزة عينا أو هاء. ونحن ركزنا على قانون التبادل بين حروف الحلق، لأن الهمزة من "افعأل" تتحول إلى عين أو هاء، والعين بدورها تتحول إلى حاء. واستغرب السحيمي أن يأتي الصاعدي عام 1436 فيقول هذا موضع لم ينبه عليه أحد قديما أو حديثا وجرأته في إطلاق هذه التصاريح بإشارات توحي بأنه أول من كتب في هذا الفن، ووضع قواعد جديدة في رسم أصوات الحروف، ولفت السحيمي إلى أن الصاعدي سبق أن اقتلع تعدى على مضمون كتابه ما يخص "القاف الطبقية" من كتاب "إبدال الحروف" الخاص به وسماه "القيف" ونشره في موقع مجمعه، متجاهلا حقوقه ليتبعه في اعتداء آخر ويأخذ وزن "افعلل" ويقول إنه لم يسبق إليه، ولا ندري ماذا سيأخذ من هذا الكتاب في المرة القادمة وينسبه إلى نفسه، بعيدا عن الأمانة العلمية في النقل والاقتباس من المراجع. وختم السحيمي بقوله إن كتاب "إبدال الحروف في اللهجات العربية" موجود عند الصاعدي، منذ ربع قرن وقد نهل واستفاد منه كثيرا في كثير من أبحاثه ومقالاته، ولكنه لا يذكره ولا يشير إليه، وهذا الكتاب ليس في حاجة إلى أن يذكره الصاعدي وأمثاله، لأنه قد رجع إليه كثير من الباحثين في رسائل الماجستير والدكتوراه، وذكره كثير من الباحثين المنصفين. .. والصاعدي: التراشق بالتهم لا يليق بالعلماء من جهته، رفض أستاذ اللغويات في الجامعة الإسلامية المشرف على مجمع اللغة الافتراضي الدكتور عبدالرزاق الصاعدي الرد على اتهامات الدكتور سلمان السحيمي، معدا أن التراشق بالتهم لا يليق بالعلم وأهله ويجرح مكانتهم العلمية، خصوصا إذا كان الجدل في مسائل سبق ذكرها في كتب القدامى والمعاصرين فيمن ألفوا في مسائل اللغة.