سار الآلاف من الفلسطينيين العرب في إسرائيل أمس في تظاهرات أطلق عليها "مسيرة العودة" إلى قرية الحدثة المدمرة قرب طبرية في الخليل في شمال فلسطين التاريخية بالتزامن مع احتفال إسرائيل بمرور 67 عاما على ما تسميه ذكرى استقلالها. وجددت القائمة العربية المشتركة التي تمثل ب13 نائبا في الكنيست الإسرائيلي، التمسك بحق العودة وعلى مواصلة النضال من أجل تصحيح الغبن التاريخي الذي لحق بشعب فلسطين. وكشفت القائمة أن مسيرة العودة هي صرخة حرية في وجه الظلم والطغيان، ومن سرق الأرض والوطن وارتكب المجازر وهجر الناس من قراهم ومدنهم وحولهم إلى لاجئين. وقالت في هذا اليوم بالذات نعود ونؤكد، يوم استقلالكم هو يوم نكبتنا، ونحن لن ننسى ولن نغفر مهما مر الزمان، والواقع المؤلم الذي عاشه ويعيشه الشعب الفلسطيني لم ينل من إرادته ولم يضعف عزيمته في الصمود وفي التمسك بحقوقه العادلة والمشروعة في العودة والحرية والاستقلال. وفيما احتفل الإسرائيليون بما يسمونه عيد استقلالهم فقد أكد الفلسطينيون على أن يوم أمس الذي يصادف ذكرى حرب 1948 بالتقويم العبري هو يوم نكبة. وشددت القائمة العربية على مواصلة النضال من أجل ضمان حق اللاجئين في العودة، مؤكدة العمل من أجل عودة المهجرين، الذي يشكلون أكثر من 25% من أهلنا في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل، إلى بلداتهم التي هجروا منها عام 1948. وأشارت إلى أن قضية المهجرين هي جزء لا يتجزأ من قضية اللاجئين، وهي نتاج لنكبة فلسطين، التي تعتبر واحدة من أكبر جرائم التطهير العرقي والتهجير القسري في التاريخ المعاصر، وبالتأكيد أكبر عملية سطو مسلح في القرن العشرين. وأشارت إلى أنه في العام 1948 مُنع الشعب الفلسطيني من حقه بتقرير المصير، ونحن سنناضل من خلال موقعنا من أجل إحقاق هذا الحق الأكثر إنسانية بالعالم. وأضافت: نحن في مسيرة العودة لا نحيي فقط ذكرى النكبة بل نعلن تحدينا لواقع النكبة المستمر، وللمحاولات الإسرائيلية المتواصلة لمحو معالم الوجود الفلسطيني قبل 48، ولتزييف التاريخ والجغرافيا ولنشر وعي مشوه من خلال تدريس روايات مضللة، فهذا وطننا قبل النكبة وهو وطننا بعد النكبة وبعد الاستيلاء عليه، وهو راسخ لا يتزحزح في وعينا ووجداننا مهما عصفت بنا الأيام والأحداث، ولن نتنازل عن حقنا في العيش الحر الكريم على أرضه وفوق ترابه. وطالبت القائمة المؤسسة الإسرائيلية بالاعتراف بالنكبة وبالمسؤولية عن الغبن التاريخي بحق المواطنين العرب والعمل على تصحيحه. وتتزامن ذكرى النكبة هذا العام مع تصاعد هدم السلطات الإسرائيلية لمنازل مواطنين عرب في الداخل الفلسطيني بداعي البناء غير المرخص.