شارك الآلاف من فلسطينيي 1948 أمس في «مسيرة العودة» السنوية، التي تنظمها «جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين» لمناسبة احتفال إسرائيل ب «استقلالها» ال66، إلى قرية «لوبية» في قضاء طبريا التي دمرت إثر تهجير أهلها بعد شهرين على قيام إسرائيل حيث أقيمت على أنقاضها القرية الزراعية «لافي». وشهدت مسيرة أمس أكبر مشاركة من الفلسطينيين منذ بدء مسيرات العودة قبل 17 عاماً. ولوبية هي واحدة من 530 بلدة فلسطينية ذاقت المصير ذاته: دمرتها إسرائيل مع «قيامها» وقتلت وشردت أهلها (850 ألف فلسطيني) وأقامت مئات المستوطنات اليهودية على أنقاضها. كما قام الآلاف من أبناء العائلات الفلسطينية من مهجري الداخل بزيارات لأراضي قراهم المدمرة وأقاموا فيها لساعات طويلة ونظفوا المقابر وأماكن العبادة التي بقي بعضها شاهد عيان على المجازر. وتمت المسيرة وسط إحاطة قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية مدججة بالهراوات وقنابل الغاز بمسار المسيرة. ورفع المتظاهرون، وغالبيتهم من جيل الشباب والأطفال، الأعلام السوداء والأعلام الفلسطينية ولافتات أكدت أن «يوم استقلالهم يوم نكبتنا»، وأخرى تحمل اسم القرى ومفاتيح البيوت المدمرة لتأكيد حق العودة. كما نددت الشعارات والهتافات بسياسة إسرائيل العدوانية ضد الشعب الفلسطيني والتمييز ضد الأقلية الفلسطينية داخلها. وعلا هتاف «فلسطين عربية مش ناقصها هوية» «وإسرائيل دولة إرهاب» و «حرية لأسرى الحرية». واختتمت المسيرة بمهرجان خطابي سياسي حذر فيه المتحدثون من الأخطار المحدقة بالأقلية الفلسطينية، خصوصاً حيال نية رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو تشريع قانون «إسرائيل دولة قومية لليهود». وأعقبت الكلمات فقرات ثقافية وفنية. وكان عشرات الطلبة الجامعيين والثانويين قضوا ليل الاثنين – الثلثاء في معسكر تثقيفي في قرية لوبية نظمته مجموعات شبابية تحت عنوان «لن أبقى لاجئاً» شملت فعاليات تثقيفية متنوعة تناولت قصة النكبة وأبعادها وترسيخ حق العودة في أذهان جيل الشباب وتعزيز مفهوم هذا الحق. وقال أحد المشاركين ل «الحياة» إن هذه الفعاليات هي الرد على ما قاله مؤسس الدولة العبرية ديفيد بن غوريون بأن «الكبار سيموتون والصغار ينسون. نحن لن ننسى وأولادنا لن ينسوا ما حل بأجدادهم». وأطلقت جمعية «ذاكرات» العربية – اليهودية تطبيقاً جديداً على الهواتف النقالة «أي. نكبة» (INakba) تضمن شرحاً تفصيلياً عن جميع القرى المهجرة والمدمرة قبل تدميرها، وأحداث التدمير والتهجير وخرائط ترشد إلى مواقعها وأسماء المستوطنات التي أقيمت على أنقاضها. وذكرت «جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين» في بيان أمس: «عام آخر يمّر على نكبة شعبنا العربي الفلسطيني، وما زال شعبنا مشتتاً في داخل الوطن والمنافي محروماً من ممارسة حقه الطبيعي في العيش على أرضه وفي قراه ومدنه بحريّة وكرامة. 66 عاماً مرّت وما زالت النكبة مستمرة وإسرائيل تمعن في مخططاتها الإجرامية على أراضينا وتهويدها وخصخصة أملاك اللاجئين والمهجرين ومحاولتها طمس هويتنا القومية وتشويه ذاكرتنا الجماعية». وأضاف البيان: «قبل 66 عاماً قامت العصابات الصهيونية والدولة العبرية بتهجير نحو 850 ألف فلسطيني، ونفذت المجازر وهدمت أكثر من 530 قرية ومدينة، وصادرت أراضينا وأملاكنا، وما زالت مستمرة في أيامنا بسياسة مصادرة الأراضي وتهجير أهلنا في النقب وتصعيد سياسة هدم البيوت وانتهاج سياسة الترحيل في مناطق الوطن كافة، والضغط على المفاوض الفلسطيني لمحاولة فرض الإملاءات كشرط للتفاوض، وعلى رأسها التخلي عن حق العودة وضرورة الإقرار بيهودية الدولة». وأكدت الجمعية أنه «مهما شرّعت المؤسسة الإسرائيلية من قوانين فإننا مصرون على إحياء ذكرى النكبة ونحن على مرمى حجر من قرانا ومدننا المنكوبة وهي تستصرخ الضمير الإنساني».