في خطوة ممهدة لمحاسبتهم وملاحقتهم، دعت قوات التحالف التي تقود عملية عسكرية لاستعادة الشرعية في اليمن منظمات الغوث الإنساني لتثبيت وتوثيق ما يمارسه المتمردون الحوثيون بحق فرقهم العاملة على الأرض من مضايقات واحتجازات واختطاف وعرقلة لأعمالهم. وأعلن المتحدث باسم التحالف المستشار بمكتب وزير الدفاع العميد أحمد عسيري أن الحوثيين عرقلوا الطائرة التي كانت تقل الفريق الخاص بمنظمة أطباء بلا حدود، بعد أن كان مقررا مغادرتها مطار صنعاء في السادسة من صباح أمس، مطالبا المنظمة وغيرها من المنظمات بتوثيق تلك التجاوزات تمهيدا لمحاسبة المتورطين فيها. وتأتي تلك المستجدات بعد يوم واحد من إعلان التحالف قيام الحوثيين باختطاف عمال إغاثة في مدينة لحج اليمنية، في وقت تسعى قوات التحالف لتأمين أعمال الفرق الإنسانية والإغاثية بالتنسيق والتواصل مع لجان المقاومة الشعبية العامة على الأرض. وفي رده على العملية التي نفذها الحوثيون ضد أحد المراكز الحدودية بنجران توعد عسيري المتمردين بأنه سيرد على كل تحركاتهم بكل قوة. ووصلت الطلعات الجوية التي نفذتها مقاتلات التحالف إلى رقم قياسي هو الأول منذ انطلاقتها قبل 26 يوما، وهو 128 طلعة، نفذت لمنع الحوثيين من التحركات العملياتية. دعت قوات التحالف التي تقودها السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن، منظمات الإغاثة والعمل الإنساني، لتوثيق تجاوزات الحوثيين الممارسة ضد فرقها العاملة على الأرض، أو طواقمها التي تستعد لمغادرة صنعاء، وذلك على خلفية عرقلة المتمردين إقلاع طائرة تتبع لأطباء بلا حدود، كان يفترض أن تغادر الأراضي اليمنية منذ الساعة السادسة صباح الأمس. وقال المتحدث باسم قوات التحالف المستشار بمكتب وزير الدفاع العميد أحمد عسيري، في رسالة وجهها لتلك المنظمات، في الإيجاز الصحفي اليومي الذي عقده في مطار قاعدة الرياض الجوية أمس، إن على المنظمات الإنسانية، توثيق كل الخروقات والتجاوزات التي يتعرضون لها من الحوثيين، من عرقلة وتأخير ومنع من مباشرة المهام الإنسانية على الأرض، حتى تتم محاسبة المتورطين خلف تلك الأعمال. ومن التطورات الجديدة التي شهدتها عملية عودة ألوية الجيش اليمني المتمردة إلى الشرعية، إعلان قائد اللواء 37 وهو قائد المنطقة الأولى، دعمه للشرعية التي يمثلها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وثمن عسيري تلك الخطوة، داعيا بقية قادة الألوية للعودة ودعم الشرعية، لكون أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب لاتخاذ مثل هذا القرار. وتطرق المتحدث باسم قوات التحالف، لاستهداف الحوثيين أحد المراكز الحدودية بنجران بالأعيرة النارية وقذائف الهاون، الذي نجم عنه استشهاد أحد أفراد حرس الحدود السعودي وإصابة آخرين، مؤكدا أنه تم دحض المعتدين وتدمير إمكاناتهم، مؤكدا أن وجود الحوثيين بالقرب من الحدود أو إقدامهم على أي عمل ما هو إلا بمثابة انتحار يقدم عليه أمثال هؤلاء، لاعتقادهم بأن الموت على الحدود هو شهادة دخول إلى الجنة، مشددا في المقابل على استمرارية العمل على حماية الحدود وتأمينها، متوعدا بأنه سيتم الرد بكل قوة ضد أي من تلك المحاولات. وعن سير العملية العسكرية، وانتقال الحملة الجوية من مرحلة إلى مرحلة، عقب العميد عسيري بالقول إن ذلك لا يعني تخفيف وتيرة العمليات، مؤكدا أن أعلى عدد للطلعات الجوية تم تسجيله أمس ب128 طلعة، وهذا يعني أن حجم العمل لن يتغير، بل سيتم توزيع الجهد على الأرض، وفقا لأهداف المرحلة الجديدة التي ستركز على منع الحوثيين من التحركات العملياتية من جانب، وحماية المدنيين ودعم عمليات الإغاثة والعمليات الإنسانية من جانب آخر. وفيما أعلن المتحدث باسم قوات التحالف، إجلاء عدد من الجرحى والمصابين لجيبوتي عن طريق البحر، لتقديم الرعاية الطبية لهم، وذلك على متن سفينة إغاثة بعد أن أفرغت حمولتها بميناء عدن، شدد في المقابل على أنه لن يسمح بأي حال من الأحوال ولكائن من كان، استغلال عمليات الغوث البحري لمد الحوثيين بالدعم والسلاح. ومقابل ما أعلنه العميد عسيري أول من أمس، من أنه تم تدمير قرابة ال80% من مخازن الذخائر والأسلحة على الأراضي اليمنية، التي سعى الحوثيين لتخزينها خلال الفترة الماضية، أكد أن قوات التحالف لن تهمل النسبة المتبقية من تلك المستودعات، وأنه سيتم استهدافها وتدميرها، كاشفا عن استهداف مقاتلات التحالف لمستودع خاص بالصواريخ الباليستية. وطبقا لمتحدث التحالف فقد استمر العمل على دعم أعمال اللجان الشعبية في كل من عدن وتعز، لتعزيز التقدم الواضح لأعمال المقاومة في الأولى، ومنع الحوثيين من محاولة تغيير موازين القوى على الأرض في الثانية، فيما أفاد بأن العمليات الجوية استهدفت كميات من الوقود كان قد استولى عليها الحوثيون بعد أن وصلت للأراضي اليمنية في إطار مسعى تخفيف أزمة شح الوقود الحانقة التي يعانيها المواطنون اليمنيون، نتيجة استئثار تلك الميلشيات بالكميات الموجودة أصلا. ورد العميد عسيري على سؤال حول أبرز القيادات الحوثية التي لقيت حتفها خلال العمليات، بتأكيده أن عملية عاصفة الحزم لم تأت للتعامل مع أشخاص بعينهم، وتنظر إلى التنظيم ككل، مشيرا إلى أن القيادات والعناصر العاملة على الأرض، هم في المركب ذاته وسيواجهون المصير نفسه.