فيما لم تسجل الحدود الجنوبية السعودية أية هجمات نوعية للحوثيين خلال ال24 ساعة الماضية، أفصح المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد عسيري عن أن مدفعية الميدان التابعة للقوات البرية تمارس مهماتها في ضرب عمق صعدة "معقل المتمردين" وما دونها، لمنع اقترابهم من الحدود، في وقت كشف امتلاكهم معلومات تفيد بنية هؤلاء تنفيذ هجوم جديد. وقطعت مقاتلات التحالف الطريق أمام نقل صواريخ سكود إلى مناطق شمال اليمن، وذلك بقصفها وتدميرها، فيما نفى المتحدث العسكري ادعاءات استهداف الطلعات الجوية المدنيين التي وردت في أحد التقارير الحقوقية. وقال معلقا "تلك الادعاءات تحتاج إلى دليل لا تقرير". وفي الوقت الذي أكد عسيري أن انتهاء الوضع يتطلب تحييد ثنائية القتل المتمثلة في الرئيس المخلوع والمتمردين، قال إن على صالح أن يعي أن الموقف بعد العملية ليس كما هو قبلها. نفت قوات التحالف التي تقود عملية عاصفة الحزم الخاصة باستعادة الشرعية في اليمن، التقارير التي حملتها مسؤولية مقتل 31 مواطنا مدنيا. وأكد المتحدث باسم القوات المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري أن الحكومة اليمنية مسؤولة عن فتح التحقيق في مثل تلك الادعاءات. وقال "على الرغم أننا لا ننكر مسؤوليتنا تجاه أمن وسلامة الشعب اليمني.. ولكن تلك الادعاءات تحتاج إلى دليل وليس مجرد تقرير.. والحكومة اليمنية ستحقق في ذلك وستكشف كامل الحقائق".وجدد المتحدث باسم قوات التحالف التأكيد على المحددات التي تحكم الحملة الجوية التي تقوم بها المقاتلات، مؤكدا أنه يأتي في مقدمتها عدم استهداف المجمعات السكنية لتجنب الإضرار بالسكان، حتى وإن تحصن الحوثيون بداخلها. وأضاف بالقول "على الرغم من حاجتنا إلى ضرب بعض الأهداف إلا أننا لا نفعل وذلك لتجنيب المدنيين أية أضرار، لكون بعض المواقع مأهولة بالسكان.. ومن المعروف لدى الجميع سلوك ميليشيا الحوثيين الذي يعتمد على الاحتماء بالمدنيين والتحصل عليهم كرهائن، واستهدافهم بعمليات عبثية من وقت لآخر".واستمرارا لحالة التشظي التي يعيشها المتمردون على الشرعية، أعلن أمس عن عودة اللواء 90 مشاة بحرية إلى الشرعية، وإعلان ولائه لها، ليرتفع عدد الألوية التي قررت ممارسة دورها في حماية الشعب اليمني من عبثية الحوثيين إلى سبعة ألوية.ووجد العميد عسيري في تزايد أعداد الألوية العائدة إلى الشرعية مناسبة لتوجيه رسالتين، دعا في الأولى قادة الألوية إلى استثمار هذه الأيام المصيرية في مراجعة النفس، مؤكدا أن الاستمرار في خطهم الحالي من شأنه أن يجعلهم عرضة للاستهداف، فيما كانت الرسالة الثانية من نصيب الجنود وضباط الصف الذين لا يزالون يأتمرون بأمر الألوية المتمردة على الشرعية، وأكد لهم أن أوضاعهم الحالية تفتقد إلى القيادة والسيطرة، وأن الهرم القيادي المرتبط بالرئيس المخلوع بات منقطعا وغير متصل، وأن عودة جندي واحد إلى الشرعية من شأنه أن يشكل إضافة للعمل الجاري على الأرض. وقطعت قوات التحالف الطريق أمام مخطط حوثي لتنفيذ هجوم ضد الحدود السعودية، كما تم تنفيذ عملية نوعية فجر الأمس ضد تحرك للآليات في مدينة أبين، وذلك بالتنسيق مع لجان المقاومة الشعبية، وأكد عسيري أنه جار العمل على استرداد المواقع التي كان الحوثيون يسيطرون عليها. كما أفشلت قوات التحالف مسعى المتمردين الحوثيين إلى نقل معدات وصواريخ سكود من صنعاء إلى مناطق الشمال، وشدد المتحدث باسم القوات على قيام المقاتلات الجوية باستهداف تلك التحركات وتدميرها بما في ذلك القاذفات التي كانت تحملها المقطورة، فيما أوضح عسيري أن تركيز العمليات الحالية ينصب على شمال اليمن، وتحديدا مخازن الوقود في صعدة.ومن المنتظر أن تشهد حركة الأعمال الإغاثية في صنعاء انفراجا مرتقبا، استنادا إلى ما كشف عنه العميد ركن عسيري من الانحسار الملحوظ لحركة الحوثيين في تلك المدينة، وقلة نقاط التفتيش التي كانوا يقيمونها على الطرقات، والتي كانت تصعب من حركة اللجان الإغاثية، فيما أكد أنه خلال اليومين المقبلين ينتظر أن يرسو عدد من السفن التجارية التي تحمل مواد إغاثية في عدد من موانئ اليمن، وسيتم إيصالها إلى المواطنين عن طريق لجان المقاومة الشعبية والداعمين لأعمالها من رجال القبائل.وبينما كان الحوثيون يسيطرون على الشريط الممتد من شمال اليمن إلى جنوبه، أكد المتحدث باسم قوات التحالف أن وضعهم على الأرض يعتمد على الانتشار في جميع الأراضي بعد أن فقدوا التركيز، واصفا عملياتهم بأنها باتت متآكلة، وأنهم فقدوا جزءا كبيرا من قوتهم، مشددا على استمرارية قوات التحالف في تضييق الخناق عليهم، لإيصالهم إلى مرحلة العجز عن إدامة العمليات.وعن الوضع على الحدود، أشار عسيري إلى أن المناوشات اليومية مستمرة في كل من قطاعي جازان ونجران، وأن مدفعية الميدان تتعامل مع الموقف وتواصل ضربها في عمق صعدة وما دونها لمنع تلك الميليشيات من الاقتراب للحدود، مفيدا بأنه لم تسجل خلال ال24 ساعة الماضية أي عمليات نوعية لهم. ومجددا، قطعت قيادة قوات التحالف الطريق أمام مساعي الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من النجاة بنفسه وأسرته ومغادرة اليمن، إذ أكد عسيري أن الموقف الذي كان قبل العملية ليس كما هو بعدها، وذلك في رده على تساؤل حول موقف التحالف من مسعى صالح إلى الخروج من الأزمة الحالية.وقال "لم يكن للميليشيا الحوثية أن تقوم بأي شيء في اليمن لولا الدعم الذي تحصلت عليه من الألوية المتمردة على الشرعية.. ما نؤكده أن الوضع في اليمن سينتهي بتحييد ثنائية القتل المتمثلة في الرئيس المخلوع وأتباعه والحوثيين والموالين لهم.. والدليل أن ما يربطهم هو عبارة عن علاقة مصلحة محاولة صالح الآن النجاة بنفسه".