شيعت مناطق الحد الجنوبي أمس أربعة من شهداء الواجب اللذين استشهدو مساء أول من أمس في مركز عاكفة الحدودي أثناء تصديهما لعصابة الحوثي الإرهابية. ففي ظهران الجنوب تقدم محافظ ظهران الجنوب محمد القرقاح، وقائد المنطقة الجنوبية اللواء مطلق الأزيمع، وقائد قوة منطقة نجران اللواء ركن عبدالله بن فايز الشهري ظهر أمس آلاف المصلين في جامع ظهران الجنوب لأداء صلاة الجنازة على الشهيدين، ظهر أمس العريف محمد كليب القحطاني، والعريف جمعان محمد القحطاني، من منسوبي القوات المسلحة. وأكد أشقاء الشهيدين في تصريح إلى "الوطن" من مقبرة هياج وسط مدينة ظهران الجنوب، حيث ووريا الثرى، أنهم فخورون باستشهادهما وهما يدافعان عن تراب الوطن الطاهر في الصفوف الأمامية للجبهة. شقيق الشهيد جمعان القحطاني أكد أنه رهن أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للانطلاق إلى جبهة القتال على الحد الجنوبي ليحل محل شقيقه في الدفاع عن الوطن ضد عصابة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وقال إنه وأفراد أسرته لا يشعرون بالحزن، وإنما بالفرحة والسعادة لأن شقيقهم ضحى بحياته دفاعا عن حياض الوطن الطاهر. بدورهما، أكد شقيقا الشهيد العريف محمد القحطاني، عبيد وإبراهيم، أن استشهاد شقيقهما فخر لهما طوال حياتهما، وأن اليوم بالنسبة لهما هو يوم فرح وفخر. وقال عبيد: ما إن أخبرت بشهادة أخي حتى حمدت الله على هذا الخبر السار والمشرف، فقد استشهد مرابطا في سبيل الله والدفاع عن الوطن. وأضاف أنه وجميع أفراد أسرته رهن إشارة ولاة الأمر للانخراط في صفوف القوات المسلحة للدفاع عن حدودنا الطاهرة ضد العملاء والمعتدين. وفي السياق نفسه، قال إبراهيم القحطاني الشقيق الأصغر للشهيد إن شقيقه كان يتمنى الشهادة وهو يدافع عن ثرى الوطن، وقد تحققت أمنيته رحمه الله. إلى ذلك، قدم محافظ ظهران الجنوب محمد القرقاح التعازي لأهالي الشهيدين، وقال إن الوطن فخور بهما، وهما يضحيان بحياتهما مرابطين في الصفوف الأمامية لجبهة القتال مع أعداء الدين والوطن. وفي جازان لم يكن عشق الشهادة خيالا يروى، وإنما أمنية كل مرابط على حدود بلاد الحرمين الشريفين، وهذا ما تحقق لشهيد جازان بعد أن باح الشهيد وكيل الرقيب علي حمود خال الحمدي لشقيقه حسن المرابط معه في الجبهة نفسها في قطاع نجران، بأنه يحلم بالاستشهاد، وذلك قبل استشهاده بساعات. إلى ذلك، ودعت جموع غفيرة من المواطنين والعسكريين بمحافظة الطوال الحدودية في منطقة جازان أمس شهيدها الحمدي الذي استشهد مدافعا عن وطنه ومقدساته لدى مرابطته بالشريط الحدودي في منطقة نجران. ونقل قائد قوة جازان اللواء ركن مرعي سالم الشهراني في حديثه إلى "الوطن" تعازي القيادة الحكيمة لذوي الشهيد وكل منسوبي وأفراد القوات المسلحة، مؤكدا أن استشهاد الحمدي هو مصدر فخر واعتزاز، فيما نقل اللواء الشهراني تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد، وولي ولي العهد، ووزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان العامة وقائد المنطقة الجنوبية لذوي الشهيد. من جانبه، أكد والد الشهيد حمود خال الحمدي في تصريح إلى "الوطن" أنه لا مكان لمشاعر الحزن في سعدية طوال جازان، بعد أن توج ابنه بالشهادة في ميدان الشرف، وهي أمنية كل جندي يدافع عن راية التوحيد ووطن الحرمين الشريفين. وأضاف: لدي عشرة من الأبناء الشهيد ثالثهم في الترتيب، وكان له دور كبير في غرس حب الوطن والدفاع عنه في نفوس أشقائه الذين التحقوا بالقوات المسلحة، أسوة بشقيقهم الشهيد، لافتا إلى أن للشهيد خمسة من الأبناء والبنات هم: منال وشوق بالصف الثاني الثانوي، وحسن بالصف الثاني المتوسط، وشروق بالصف الخامس، والابن الأصغر حسن وعمره خمس سنوات. وكشف والد الشهيد عن أن له ثلاثة من الأبناء في جبهة واحدة بقطاع نجران وهم: علي وحسن وعبده الحمدي، مشيرا إلى أن ذلك توفيق ونعمة كبيرة من الله، عز وجل. أما شقيق الشهيد حسن الحمدي، والذي كان مرابطا مع الشهيد علي بالشريط الحدودي في نجران فقال: التقيت بشقيقي قبل استشهاده بساعات، إذ خاطبني مبديا رغبته الكبيرة في أن يكتب في تعداد الشهداء، وهذا ما تحقق له فعلا، بعد أن تلقيت نبأ استشهاده في الكتيبة نفسها. وأضاف: هذا ليس شعور شقيقي فحسب، بل هي رغبة جميع الجنود المرابطين في الدفاع عن أمن الوطن وحمايته. وفي أبها شيعت جموع من المواطنين والعسكريين أمس الشهيد علي مسفر آل عباس عسيري، في مسقط رأسه بقرى شوحط أبها. وكان العسيري استشهد أول من أمس خلال تأديته لواجبه الوطني في الحد الجنوبي بمنطقة نجران. وأعرب ذوو الشهيد عن فخرهم واعتزازهم باستشهاد ابنهم، وهو يدافع عن دينه ووطنه، فيما علمت "الوطن" أن الشهيد متزوج ولديه أربعة أطفال. وفي محافظة العرضيات شيعت جموع المواطنين جثمان الشهيد حسن علي حسين الرزقي القرني من قرية الكديد بني رزق النبيعة بمحافظة العرضيات أمس الذي استشهد بمركز عاكفة بنجران مدافعا عن دينه ووطنه، بحضور شيخ قبائل بني رزق المركز عبدالرحمن حسن وهاس الذي استقبل التعازي في شهيد الواجب ونقل تعازي ولاة الأمر لذوي الشهيد، وألقى كلمة بعد دفن الشهيد بحضور والد وشقيق الشهيد محمد وشقيقه الآخر صالح بالقوات المسلحة الذي يعمل في الحد الجنوبي عبر فيها عن فخر الوطن بشهدائه الذين طهروا أرض الوطن بدمائهم الزكية، وحث شقيقي الشهيد على مواصلة الذود عن حياض الوطن وتمثيل الوطن في مواطن الفخر والرجولة، سائلاً الله أن يحمي الوطن وقادته من كل مكروه. وعبر والد الشهيد عن فخره واعتزازه بأن منحهم الله شهيدا يفاخرون به في الدنيا ويشفع لهم في الآخرة كما أكد شقيق الشهيد محمد الذي حضر بالزي العسكري قادما من شرورة أن معنوياته ارتفعت بحضور جنازة شقيقه، وقال إن النصر قريب بفضل الله ثم بالدعم السخي من قادتنا الذين يوجدون معنا على جبهات القتال من أجل الحفاظ على العقيدة والوطن، وبحول الله ستكون هذه الحرب مع الفئة الباغية انطلاقا لنا لحماية من استجار بنا وإعادة الأمور إلى نصابها. وعبر الأهالي عن استيائهم من عدم حضور محافظ العرضيات أو رئيس مركز العرضية الجنوبية مراسم تشييع الشهيد حسن الرزقي.