شهدت منطقة جازان أمس تشييع ثلاثة شهداء في محافظات مختلفة، وسط حضور كثيف للجنازات الثلاث، ومواقف ثابتة من أسرهم وذويهم، لكن الأبرز كان والد الشهيد حسن حنتول، عندما فاجأ المعزين برباطة جأشه وفخره باستشهاد فلذة كبده بقوله: «لا تعزوني في ابني، بل هنئوني وباركوا لي استشهاده». وأدى جموع من المصلين أمس، صلاة الميت على الشهيد عيسى فرحان الفيفي في جامع الشيخ عبدالعزيز بن باز في صبيا، الذي استشهد أول من أمس في مواجهة مع مسلحين أطلقوا النار على الجنود السعوديين، في محاولة منهم لعبور الشريط الحدودي داخل منطقة جازان. وأوضح أحد أفراد أسرته ل«الحياة»، أن الشهيد ودّع أسرته وداع مفارق، وكأنه يستشعر الرحيل المشرف، موصياً أسرته في حال استشهاده بأن يدفن قرب منزل العائلة في فيفا. من جهة أخرى، دفن أهالي قرية العروس جنوب محافظة أبو عريش الشهيد المظلي يحيى عطيف (34 عاماً)، الذي استشهد خلال التصدي للمسلحين في جبل الدود أول من أمس. وقال محمد عطيف (عم الشهيد)، إن أسرته وأبناءه الثلاثة يفتخرون باستشهاد يحيى، الذي ينتمي لقوة جازان، مدافعاً عن دينه ووطنه، مشيراً إلى أن والد الشهيد لم يعلم حتى الآن باستشهاد ابنه، وذلك لكبر سنه. وفي محافظة أحد المسارحة، شيّع أبناء قرية الهجنبة مساء أمس، جثمان شهيد الوطن وكيل رقيب حسن علي قاسم حنتول، الذي استشهد وهو يذود عن تراب وطنه في جبل الدود على الشريط الحدودي. وأديت عليه صلاة الميت في جامع قرية الهجنبة عصراً، في حضور عدد كبير من المسؤولين والمشايخ وزملاء الفقيد والأهالي، يتقدمهم محافظ المسارحة الدكتور متعب الشلهوب، ومساعد مدير مكتب التربية والتعليم في محافظة المسارحة موسى قوفشي، ثم ووري جثمانه الثرى. وقدم محافظ المسارحة الدكتور الشلهوب، تعازيه ومواساته لوالد الفقيد، وأكد أن الشهيد هو شهيد الوطن بأكمله، ناقلاً تعازي أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر لوالده وأبنائه. وقال والد الشهيد: «لا تعزوني في ابني، بل هنئوني وباركوا لي استشهاده في الدفاع عن الوطن، وكلنا فداء لهذا الوطن الذي قدم لنا الشيء الكثير». من جهة أخرى، احتضن محافظ المسارحة أبناء الفقيد وهم حسام وإياد وجهاد، وأكد لهم أن الجميع هم أباؤهم، وطالبهم بأن يكونوا أبطالاً مثل والدهم الذي استشهد وهو يدافع عن وطنه. يذكر أن الشهيد حسن حنتول (33 عاماً) يعمل في القوات البرية، ومتزوج وله من الأبناء أربعة، هم حسام (10 أعوام) وإياد (8 أعوام) وجهاد (7 أعوام) وحلا (4 أعوام)، وما زال والده على قيد الحياة، وله من الأشقاء تسعة، وهم إبراهيم رقيب أول، ويعمل في القوات الجوية في أبها، وعبده رقيب أول ويعمل في القوات الجوية في المنطقة الشرقية، وأحمد رقيب ويعمل في القاعدة الجوية في تبوك، وجابر جندي يعمل في القوات البرية في شرورة، وحسين جندي ويعمل في الحرس الوطني في الرياض، وممدوح موظف في بنك البلاد في جازان، وعبدالله الذي لا يزال طالباً في المرحلة الثانوية.